أوبرا الجزائر تحتفي بإفريقيا في سهرة فنية عالمية.. تفاصيل

احتضنت أوبرا الجزائر بوعلام بسايح ، حفلاً فنياً ضخماً ضمن برنامج الأيام الإبداعية الإفريقية “كانكس ويكاند 2025″، المنظم بالتوازي مع فعاليات معرض التجارة البينية الإفريقية (من 4 إلى 10 سبتمبر). وقد تميزت السهرة بحضور أصوات شابة صاعدة ونجوم عالميين أضفوا على الحدث طابعاً جزائرياً – إفريقياً نابضاً بالحياة.
وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، الذي أشرف على افتتاح الحفل بحضور رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد، بنديكت أوراما، وعدد من الوفود المشاركة في المعرض، أكد أن هذه التظاهرة تعكس “الدور الاستراتيجي للثقافة في التنمية المستدامة”. وأبرز الوزير أن الثقافة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من التبادلات الإفريقية، تماماً كما هو الشأن في قطاعات السيارات، الأدوية أو الفلاحة، مشدداً على أن “الجزائر قاطرة إفريقيا ثقافياً واقتصادياً”.
من جهته، اعتبر رئيس “أفريكسيم بنك” بنديكت أوراما، أن تنظيم الأيام الإبداعية في الجزائر يمثل حدثاً ثقافياً بارزاً على مستوى القارة، مشيراً إلى أن البرنامج سيشمل عروضاً سينمائية وموسيقية، إلى جانب ورشات تكوينية وفنون بصرية ومأكولات تقليدية، ما يجعل من الجزائر منصة لتلاقي مختلف التعبيرات الثقافية الإفريقية.
عروض موسيقية أفرو-جزائرية
وعلى مدى أربع ساعات كاملة، عاش ركح الأوبرا أجواء مميزة جمعت بين التراث والحداثة. فقد أطرب النجم النيجيري العالمي ويز كيد، والفنان الكونغولي إينوس بي، الجمهور بعروض استثنائية، إلى جانب الثنائي دي بي إن كوغو وموسى كايس اللذين مزجا بين الأداء الحي والتكنولوجيا الرقمية. كما ألهب المغني العالمي جيفرسون القادم من جزيرة غرينادا القاعة بإيقاعات معاصرة، فيما قدمت أصوات شابة من كينيا إضافات مميزة.
لمسة جزائرية أصيلة
الفرقة الجزائرية “البسطة” أبدعت في تقديم أغاني مستوحاة من التراث الجزائري بلمسة معاصرة، حوّلت السهرة إلى فسيفساء من الإيقاعات الحية. واختتم الفنان موح ميلانو الأمسية بأغانٍ شبابية تجاوب معها الجمهور بشكل كبير، ليكون مسك الختام جزائري الطابع بروح إفريقية جامعة.
الجزائر تستضيف رؤساء حكومات إفريقيا في معرض التجارة البينية
استقبل والي ولاية الجزائر، محمد عبد النور رابحي، يوم السبت وفداً يضم رؤساء حكومات الأقاليم المحلية لكل من جنوب إفريقيا وكينيا ونيجيريا، وذلك ضمن فعاليات الطبعة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية، الذي انطلقت فعالياته يوم الخميس الماضي في العاصمة الجزائرية، وفق بيان صادر عن مصالح الولاية.
وأكد الوالي الجزائري في كلمته خلال اللقاء أن المعرض لا يقتصر على كونه تظاهرة اقتصادية، بل يمثل “تجسيداً للوعي الجماعي لبناء قارة إفريقية متكاملة وفاعلة”، مشيراً إلى دعم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لهذا التوجه الطموح. وأضاف أن ولاية الجزائر، بفضل موقعها الاستراتيجي وإمكاناتها الاقتصادية، تشكل “فضاءً مفتوحاً للاستثمار والشراكة”، معتبرة نفسها بوابة إفريقيا المطلّة على البحر المتوسط، وتهدف لأن تصبح مركزاً متقدماً للتبادل الاقتصادي بين عواصم القارة.
وخلال الاجتماع، قدم الوالي استعراضاً للرؤية الإستراتيجية لتطوير العاصمة الجزائرية حتى عام 2040، والتي ترتكز على أربعة مخططات رئيسية تحمل ألوان الأبيض، الأزرق، الأخضر، والأصفر، موضحاً كيف تهدف هذه المخططات إلى تحديث البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة وتعزيز الاستدامة البيئية، إلى جانب عرض فيديو توضيحي يبرز هذه الرؤية المستقبلية الطموحة.

من جهته، أشاد حاكم ولاية كروس ريفر في نيجيريا بالمشاريع الاستثمارية المتعلقة بالبنى التحتية، داعياً إلى تعزيز التعاون بين مختلف الدول الإفريقية من خلال إبرام مذكرات تفاهم وتشجيع الشراكات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة. فيما شدد حاكم بونقوما كونتي، في كينيا، على أهمية الاستثمارات في المجالات الاقتصادية المختلفة وضرورة التعاون بين الدول الإفريقية لدعم التنمية الشاملة وتحقيق التكامل الاقتصادي.