تونس.. تتواصل جهود إخماد حريق بمكب نفايات في تطاوين لليوم الثالث

تتواصل جهود فرق الإطفاء في مدينة تطاوين جنوب تونس لليوم الثالث على التوالي، من أجل السيطرة على حريق اندلع منذ مساء الجمعة الماضي بمكب النفايات بمنطقة الخبطة في تونس، بعد أن أقدم مجهولون على إضرام النار في عدة نقاط من المكب، مما تسبب في سحابة كثيفة من الدخان غطّت سماء المنطقة وأثارت قلق الأهالي.
تكرار الحرائق في تونس:
وأكد منير بن عابد، المكلف بتسيير بلدية تطاوين، أن البلدية سخّرت كامل إمكانياتها بالتعاون مع مصالح الولاية وبلدية تطاوين الجنوبية وعدد من المؤسسات الخاصة، مشيرًا إلى أن نسبة السيطرة على الحريق بلغت نحو 90%. وأضاف أن عمليات رفع النفايات مستمرة بشكل يومي، حيث يتم التخلص من ما يقارب 100 طن من المخلفات المنزلية وفق الضوابط الصحية والبيئية المعمول بها.
أضرار صحية وبيئية
من جهتهم، عبّر سكان حي المهرجان القريب من موقع المكب عن استيائهم الشديد من الانبعاثات الدخانية المتواصلة، والتي تسببت في حالات اختناق خاصة بين الأطفال وكبار السن، إضافة إلى تفاقم مظاهر التلوث البيئي بالتزامن مع موجة حر غير مسبوقة تشهدها الجهة.
ويقع مكب النفايات على بُعد ثلاثة كيلومترات فقط من وسط مدينة تطاوين، ولا تفصله عن حي المهرجان سوى 500 متر، ما يجعل مخاطره الصحية والبيئية مضاعفة في ظل الكثافة السكانية وغياب حلول جذرية لمعالجة ملف النفايات.
دعوات لحلول مستدامة
وأشار بن عابد إلى أن السلطات ستفتح تحقيقًا لتحديد أسباب اندلاع الحريق ومحاسبة المتورطين، فيما تتصاعد دعوات الأهالي والناشطين المحليين إلى ضرورة نقل المكب من موقعه الحالي والبحث عن حلول مستدامة لمعالجة النفايات بما يضمن حماية البيئة وصحة المواطنين.
حثت وزارة الفلاحة في تونس، المواطنين على التبليغ في حال ملاحظة أي حريق أو تصاعد دخان، تحت شعار "شرارة صغيرة تعمل كارثة كبيرة.. أنت زادة أحمي غاباتنا"، داعية إياهم إلى الاتصال الفوري برقم الطوارئ للحماية المدنية 198 أو الرقمين التاليين 842 297 71 – 250 101 80.
ودعا الصندوق العالمي للطبيعة بشمال أفريقيا وهو طرف إلى جانب الادارة العامة للغابات، التابعة لوزارة الفلاحة في تونس في هذه الحملة، إلى التحلي بالمسؤولية وتبني سلوكيات تحتفظ على الغابات، باعتبار أن حرائق الغابات تتكرر كل صيف، مخلفة وراءها خسائر فادحة في الثروات الطبيعية وتدميرًا للتنوع البيولوجي وتهديدًا لمصادر عيش العديد من المجتمعات المحلية.
وبين الصندوق وفق ما نشره على صفحته، مؤخرا، أن هذه الحرائق غالبا ما تكون ناتجة عن سلوكيات بشرية غير مسؤولة، يمكن تفاديها ببعض الوعي والحرص.
وتتمثل هذه السلوكيات أساسا في رمي أعقاب السجائر أو إشعال النيران في الأماكن غير المسموح بها إلى تجاهل إشارات الإنذار، وهي كلّها أفعال بسيطة قد تخلّف آثارًا مدمّرة تستغرق سنوات طويلة لإصلاحها.