مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

التوسع الاستعماري في المنطقة.. سراب حلم إسرائيل

نشر
نتنياهو
نتنياهو

قبل أيام قليلة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحديدًا في الثاني من سبتمبر عام 2023، حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة خريطة تُظهر الأراضي الفلسطينية، بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة، تحت السيادة الإسرائيلية. 

تصاعد تهديدات الاحتلال الإسرائيلي ومخاطر المشروع الصهيوني على حل الدولتين

هذه الخطوة جاءت في سياق استمرار إسرائيل في مشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي يهدف إلى توسيع نفوذ الدولة الاحتلالية على حساب مقدرات الدول والشعوب في المنطقة.

مؤخرًا، عاد نتنياهو في تصريحات علنية للحديث عن هذا المشروع، مؤكدًا شعوره بأنه في مهمة تاريخية وروحية لتحقيق الحلم الصهيوني، الذي يسعى إلى فرض الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة.

وقد لاقت هذه التصريحات إدانات عربية ودولية واسعة، وُصِفت بأنها تهديد للهوية والسيادة الفلسطينية وتشكل انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة، فيما طالبت مصر بإيضاحات رسمية حول المشروع في ظل ما يثيره من مخاطر على الأمن والاستقرار الإقليمي، ويُضعف فرص السلام.

تعود جذور الأهداف الاستيطانية الإسرائيلية إلى عقليات متطرفة، حيث بدأ حزب الليكود، برئاسة مناحم بيجن منذ عام 1977، صياغة رؤية توسعية واضحة تتحول إلى برامج سياسية وأرضية، تعكس سياسات احتلالية متجذرة تستهدف السيطرة على الأراضي الفلسطينية.

 وتشمل هذه السياسات حرب إبادة وتجويع ممنهج في قطاع غزة، ومحاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم التاريخية، وإعادة تفعيل مخطط "إي 1" الاستيطاني حول القدس، وممارسة الفصل العنصري في مختلف التجمعات الفلسطينية.

تؤكد مصر، وسط هذا التصعيد، أنها تشكل حائط صد منيع أمام مخططات الاحتلال، وتواصل التنسيق مع الدوحة وواشنطن لتحقيق هدنة عاجلة في غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى السكان المحاصرين. 

كما شددت القاهرة على أن السلام والاستقرار لن يتحققا إلا من خلال إنهاء العدوان الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حل الدولتين، مع القدس الشرقية عاصمة لها.

ويشير مراقبون إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة وطرح فكرة "إسرائيل الكبرى" تؤكد استمرار التهديدات المباشرة لحل الدولتين، وتفاقم النزاعات الإقليمية، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية عاجلة للتدخل ومنع تصاعد الأزمة الإنسانية والسياسية في فلسطين والمنطقة.