مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

وسط إدانات دولية وتحذيرات.. تحقيق إسرائيلي في استهداف الجوعى بغزة

نشر
المساعدات
المساعدات

في خطوة وُصفت بأنها محاولة "لحفظ ماء الوجه"، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي فتح تحقيق داخلي مع جنوده بعد حادثة إطلاق نار دامية استهدفت مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة.

تحذيرات من تحويل المساعدات إلى "مصائد موت"

وبحسب بيان جيش الاحتلال، فقد تم إطلاق النار بزعم "رصد عدد من المشتبه بهم" قرب أحد مراكز توزيع الإغاثة، مؤكدًا في الوقت ذاته علمه بتقارير عن سقوط ضحايا، دون توضيح عددهم أو طبيعة إصاباتهم.

 إلا أن التناقض بدا واضحًا حين عاد الجيش وأكد لاحقًا فتح تحقيق رسمي في الحادث، في ظل تصاعد الضغوط الدولية والإعلامية.

من جهته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الحادث بشدة، مشيرًا إلى أن مدنيين "فقدوا حياتهم فقط لأنهم كانوا يسعون للحصول على الغذاء"، في إشارة واضحة إلى تردي الوضع الإنساني في القطاع، واستهداف من يسعى لتأمين الحد الأدنى من احتياجاته الأساسية.

أما المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، فقد ذهب أبعد من ذلك، واصفًا مواقع توزيع المساعدات بأنها أصبحت "مصائد موت"، مشيرًا إلى أن ما جرى ليس حادثًا معزولًا، بل حلقة في سلسلة ممنهجة من الانتهاكات التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين العزل.

خلفية إنسانية وأمنية

شهدت مناطق متفرقة من قطاع غزة، لا سيما في رفح ووسط القطاع، مؤخرًا، تصاعدًا في عمليات الاستهداف المباشر للمدنيين الذين يتجهون إلى مراكز توزيع المساعدات. 

وتكررت حوادث إطلاق النار على طوابير الجوعى، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى خلال الأسابيع الماضية، وفق تقارير محلية ودولية.

وكانت إسرائيل قد صنفت عدة مواقع لتوزيع المساعدات على أنها "مناطق اشتباك خطرة"، رغم أنها مراكز مخصصة للمدنيين وتقع غالبًا داخل مناطق تُوصف بـ"الآمنة".

 هذا التصنيف أتاح للقوات الإسرائيلية تبرير عمليات الاستهداف، وسط اتهامات باستخدام الغذاء كأداة للضغط العسكري والسياسي.

وتأتي هذه التطورات في ظل انسحاب عدد من الشركات الأمنية والمنظمات الإغاثية من مهام توزيع المساعدات، بسبب ارتفاع أعداد الضحايا وتحول هذه المواقع إلى بؤر للقصف والاستهداف، ما يهدد بانهيار منظومة الإغاثة بأكملها في غزة.

في المحصلة، يسلط التحقيق الذي أعلن عنه جيش الاحتلال الضوء على واقع مأساوي، حيث تحولت المساعدات الإنسانية – التي يفترض أن تنقذ الأرواح – إلى أدوات يتم من خلالها تنفيذ جرائم تُوصف دوليًا بأنها ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب.

اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، بقتل فلسطينيين في موقع توزيع مساعدات إنسانية في منطقة رفح جنوب غزة.

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان إن القوات "رصدت عدة أشخاصا يقتربون من اتجاه لم يكن ضمن المسار المصرح به، على بعد نحو نصف كيلومتر من مجمع المساعدات".

وأضاف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن "القوات أطلقت طلقات تحذيرية، وبعد أن لم يتفرقوا، أطلقت نيران إضافية قرب عدد من المشتبه بهم الذين اقتربوا من القوات".

وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلية فجر الثلاثاء، مجزرة جديدة، استهدف خلالها فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية في مناطق مخصصة للتوزيع، مما أسفر عن مقتل 27 مواطناً وإصابة أكثر من 161 آخرين، بينهم حالات حرجة جداً.