رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الرئيس الفرنسي يدعو نظيره الجزائري مُجددًا لزيارة باريس

نشر
ماكرون وتبون
ماكرون وتبون

أظهرت أوساط داخل اليمين الفرنسي ازعاجًا شديدًا من دعوة جديدة قدمها الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، لنظيره الجزائري "عبد المجيد تبون"، من أجل زيارة باريس في الأشهر المقبلة، وذلك بسبب مواقف الجزائر الداعمة لفلسطين، حسبما أفادت وسائل إعلام جزائرية، اليوم الأحد.

وذكرت إذاعة "أوروبا 1" الفرنسية، أن السفير الفرنسي في الجزائر ستيفان روماتي الذي استقبله الرئيس عبد المجيد تبون، قد سلم رسالة من قبل ماكرون تتضمن دعوة للرئيس الجزائري لزيارة باريس، في إحياء للزيارة التي تم تأجيلها منذ بداية العام الجاري، بسبب خلافات سياسية وأخرى على اجندة الزيارة.

وفي تعليق للإذاعة، التي تتبع شبكة إعلامية ذات توجه يميني، على الخبر، قالت صحافيتها كاثرين ناي إن توقيت الدعوة يبدو مفاجئا من عدة نواحي، أولها أنه يأتي في ظل الحرب الدائرة في فلسطين والتي ترفض الجزائر حسبها إصدار أي موقف رافض للهجمات على إسرائيل وتنظر فقط للجانب الفلسطيني. وأضافت أن التوقيت من ناحية أخرى يتزامن مع محاولات لإعادة الدفء للعلاقات المغربية الفرنسية، وهو ما يهدد حسبها بإعادة هذه الخطوات لنقطة الصفر.

وكان الرئيس الجزائري قبل 3 أشهر، قد أكد أن زيارته لباريس لا تزال قائمة وأنها لم تلغ كما جرى التكهن بذلك في الفترة الأخيرة بعد انتكاس العلاقات من جديد. وربط تبون الزيارة بتقديم الرئاسة الفرنسية برنامجا واضحا عنها. وأكد رفضه لأن تتحول زيارة دولة إلى مجرد زيارة سياحية يطوف فيها في شارع الشانزيليزيه ويتلقى التحية من الحرس الجمهوري، كما قال. ووجّه تبون ما يشبه الرسالة للسلطات الفرنسية بأنه ينتظر شيئا ملموسا يفتح صفحة جديدة في العلاقات، مشيرا في السياق إلى زياراته لإيطاليا والصين وروسيا والبرتغال التي خرجت بنتائج ملموسة، على حد تعبيره.

وتحولت الزيارة إلى ما يشبه المسلسل بعد تأجيلها مرتين، حيث كانت مقررة في شهر مايو ثم يونيو، في وقت رجّح متابعون أن تكون الخلافات المتكررة وراء عدم إتمام الزيارة، خاصة في ظل الانزعاج الجزائري الواضح من تحويل الجزائر لمادة للنقاش السياسي الداخلي في فرنسا بعد الدعوات المتكررة من اليمين لإلغاء اتفاقية التنقل بين البلدين لسنة 1968 التي تتيح بعض الامتيازات للمهاجرين الجزائريين والانتقاد الفرنسي للنشيد الوطني الجزائري بعد مرسوم جديد يوسع استخدامه بشكل كامل في المناسبات الرسمية بما في ذلك المقطع الذي يتوعد فرنسا بالحساب.

ويريد السفير الفرنسي الجديد ستيفان روماتي إعادة ربط العلاقات مع المسؤولين الجزائريين، حيث قام بعد استقباله من قبل الرئيس عبد المجيد تبون الذي سلمه أوراق الاعتماد قبل أيام بزيارة إلى رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل الذي تحدث معه عن رغبته وإرادته للعمل على تجسيد آفاق أوسع لعلاقات فرنسية جزائرية، تعود بالنفع على الشعبين والبلدين.

وكان رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل وهو بروتوكوليا الرجل الثاني في الدولة أكد على الموقف الجزائري الداعي لوقف العدوان الإجرامي الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال استقباله السفير الفرنسي الجديد ستيفان روماتي.

وأوضح قوجيل أن مواقف الجزائر ثابتة تجاه عديد القضايا الدولية والإقليمية، وعلى رأسها دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها والدعوة الى عالم أكثر إنصافا في إطار الشرعية الدولية، ومن ذلك وقف العدوان الإجرامي الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويثير الموقف الفرنسي من العدوان على غزة الاستياء كثيرا ويتعرض لانتقادات لاذعة في الإعلام الجزائري بالنظر للانحياز التام الذي أظهرته السلطات الفرنسية لإسرائيل.

صُحف الجزائر تدعم فلسطين وتصدر تحت عنوان مُوحد: "غزة.. إعلام يغتال الحقيقة"

لاقت مُبادرة "الصُحف الجزائرية" الصادرة يوم الأحد 22 أكتوبر بعنوان مُوحد نصرة وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني إشادة من قبل القراء والفاعلين في مجال الإعلام، حسبما أفادت وسائل إعلام جزائرية، الإثنين.

وصدرت أبرز الصُحف الجزائرية الأحد 22 أكتوبر 2023 بعنوان موحد على صفحاتها الرئيسية "غزة.. إعلام يغتال الحقيقة" متهمة الإعلام الغربي بالانحياز للرواية الإسرائيلية بشأن الحرب على غزة.

وتزامنت المبادرة مع احتفال الصحافة الجزائرية بيومها الوطني الموافق لـ22 أكتوبر من كل عام.

ونشرت 35 صحيفة جزائرية حكومية وخاصة باللغتين العربية والفرنسية، عنوانا مشتركا على صفحاتها الأولى "غزة.. إعلام يغتال الحقيقة".

واعتبرت الصُحف أن الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة منذ 7 أكتوبر "فضحت ازدواجية المعايير الغربية".

وورد في أغلب المقالات التي نشرتها الصحف الجزائرية أنه يوجد تحيز واضح من جانب الإعلام الغربي لصالح الرواية الإسرائيلية.

وانتقدت نشر الإعلام الغربي معلومات تبيّن أنها مزيفة لاحقا، مثل المزاعم بأن مسلحين فلسطينيين قطعوا رؤوس أطفال إسرائيليين وادعاء عدم مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن قصف مستشفى المعمداني بغزة في 17 أكتوبر الجاري.

وقال الناشرون الجزائريون عبر بيان نشرته الصحف "ندين السقوط المهني والأخلاقي للإعلام الغربي في تغطيته المنحازة للحرب على غزة، وتكريسه للصورة النمطية المشوهة للحقيقة، فهو لم ينحز فقط، بل أصبح آلة دعاية كاذبة بتزييف الوقائع لتضليل الرأي العام وتبرير الخروقات السياسية والعسكرية لإسرائيل".