بوتين: التعاون داخل الاتحاد الأوراسي يعزز الاقتصاد ويحسن معيشة المواطنين
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التعاون الاقتصادي داخل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يسهم بشكل مباشر في تعزيز النمو الاقتصادي لدول الأعضاء وتحسين مستوى معيشة المواطنين، مشددًا على أهمية تكامل الدول الأعضاء في المجالات التجارية والمالية والبنية التحتية.
جاء ذلك خلال اجتماع موسع للمجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى، الذي انعقد في مدينة سانت بطرسبورج الروسية، حيث سلط بوتين الضوء على التطورات الاقتصادية الأخيرة في الاتحاد وأبرز النجاحات التي حققتها الدول الأعضاء.
وأشار إلى أن حصة الصادرات الروسية غير المتعلقة بالطاقة إلى دول الاتحاد شهدت زيادة تقدر بنحو 20% خلال عام 2025، ما يعكس تنويع الاقتصاد الروسي وزيادة الاعتماد على الصناعات غير النفطية في التجارة الداخلية للاتحاد.
كما شدد الرئيس الروسي على أن تعزيز إطار النقل والبنية التحتية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي يمثل أولوية استراتيجية، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يسهم في تسهيل حركة البضائع والخدمات بين الدول الأعضاء ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة.
وأضاف أن الناتج المحلي الإجمالي المجمع لدول الاتحاد يشهد نموًا ملحوظًا، مع تصدر قيرغيزستان قائمة الدول الخمس الأعضاء من حيث النمو الاقتصادي خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح بوتين أن الاتحاد الأوراسي نجح في إنشاء بنية تحتية مستقلة ومستقرة للدفع المالي بين الدول الأعضاء، مشيرًا إلى أن نسبة استخدام العملات الوطنية في المعاملات التجارية داخل الاتحاد تصل إلى 93%، ما يقلل الاعتماد على العملات الأجنبية ويعزز السيادة المالية للدول الأعضاء.
كما لفت إلى أن اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإندونيسيا ستفتح آفاقًا تجارية جديدة وفرصًا اقتصادية إضافية للدول الخمس الأعضاء.
وأضاف بوتين أن هناك اهتمامًا متزايدًا من دول أخرى ببناء علاقات اقتصادية مع الاتحاد، وعلى رأسها الهند، التي تسعى لتسريع إعداد اتفاقية تفضيلية تتيح لها تعزيز تجارتها مع دول الاتحاد الأوراسي، ما يعكس النمو التدريجي لدور الاتحاد على المستوى العالمي.
وخلال الاجتماع، شدد الرئيس الروسي على ضرورة استغلال إمكانيات شركة إعادة التأمين الأوراسية بشكل أمثل، مشيرًا إلى أن الشركة التي تأسست بدعم برأسمال ضخم تهدف إلى دعم التجارة بين دول الاتحاد وضمان استدامة المعاملات الاقتصادية، معتبرًا أن توظيف هذه الإمكانيات بشكل فعال يمثل عاملًا مهمًا لتعزيز الثقة بين الدول الأعضاء.
يأتي هذا الاجتماع في وقت يشهد فيه الاتحاد الأوراسي تعزيزًا متسارعًا للتكامل الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء، في ظل توجهات لتعميق التعاون في مجالات الصناعة والنقل والتمويل، ما يعزز مكانة الاتحاد على الساحة الاقتصادية العالمية ويؤكد قدرة الدول الأعضاء على مواجهة التحديات الاقتصادية المشتركة.
