مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الرئيس الفلسطيني يزور معرض "كنوز من غزة" في باريس لتعزيز التعاون الثقافي

نشر
الأمصار

زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأربعاء معهد العالم العربي في باريس، ضمن زيارته الرسمية إلى الجمهورية الفرنسية، حيث تفقد المعرض الاستثنائي "كنوز مُنقذة من غزة: 5000 عام من التاريخ"، الذي يسلط الضوء على الثراء الحضاري والتراثي لفلسطين ويُعرض حتى السابع من ديسمبر المقبل.

واستقبل الرئيس الفلسطيني لدى وصوله إلى مقر المعهد كلٌّ من رئيس معهد العالم العربي جاك لانج، ووزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، إلى جانب سفيرة دولة فلسطين في فرنسا هالة أبو حصيرة، والسفير الفلسطيني السابق لدى منظمة اليونسكو إلياس صنبر، والمدير العام لمعهد العالم العربي الدكتور شوقي عبد الأمير.

 وقد عبّر الحضور عن ترحيبهم بهذه الزيارة التي تأتي في توقيت حساس يشهد تصاعد الاهتمام العالمي بالتراث الثقافي الفلسطيني وبجهود الحفاظ عليه من التدمير أو التهريب.

وخلال جولته داخل المعرض، اطلع الرئيس محمود عباس على مجموعة فريدة من القطع الأثرية النادرة والأعمال الفنية القديمة التي تمثل محطات مختلفة من التاريخ الفلسطيني الممتد على مدى خمسة آلاف عام، وتشهد على عمق الحضارة التي نشأت على أرض فلسطين. ويضم المعرض قطعًا تم إنقاذها من قطاع غزة، تعكس التنوع الثقافي الذي ميز المنطقة، بدءًا من الفترات الكنعانية مرورًا بالعصور الهيلينية والرومانية والبيزنطية وصولًا إلى الحقبة الإسلامية.

وأكد الرئيس الفلسطيني، في تصريحات خلال الزيارة، أن الثقافة والتراث يمثلان وجهًا من وجوه الصمود الوطني الفلسطيني، وأن الحفاظ على هذه الكنوز التاريخية يُعد مسؤولية جماعية، مشيرًا إلى أهمية الدور الفرنسي والأوروبي في دعم المؤسسات الفلسطينية العاملة في مجالات الثقافة والآثار.

من جانبه، أوضح رئيس معهد العالم العربي جاك لانج أن المعرض يُجسّد رمزية قوية للعلاقات الثقافية بين فرنسا وفلسطين، مشيرًا إلى أن تمديد فترة المعرض حتى ديسمبر المقبل جاء استجابة للإقبال الواسع من الجمهور الفرنسي والأوروبي، الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا بالتاريخ الفلسطيني. وأضاف أن المعهد سيواصل العمل على إبراز التراث العربي والفلسطيني عبر مبادرات جديدة في السنوات المقبلة.

وشهد اللقاء أيضًا مناقشات موسعة بين الرئيس محمود عباس ووزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي حول آفاق التعاون الثقافي بين فرنسا والعالم العربي، خاصة في مجالات الفنون البصرية والتعليم وحماية الآثار. كما تم التطرق إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في تعزيز قيم الحوار والسلام، وخلق جسور تواصل بين الشعوب في ظل الأزمات السياسية التي تمر بها المنطقة.

وأكد بيان رسمي صادر عن معهد العالم العربي في باريس أن هذه الزيارة "تؤكد مجددًا مكانة المعهد كمؤسسة حوار وتبادل ثقافي بين فرنسا والعالم العربي، وتعكس التزام القيادة الفلسطينية بدعم الثقافة كوسيلة للدبلوماسية الناعمة، ولحماية الهوية الوطنية الفلسطينية في مواجهة محاولات الطمس".

كما شدد البيان على أن "الزيارة تسلط الضوء على قوة الثقافة في الحفاظ على الذاكرة والموروث الإنساني المشترك، وفي الدفاع عن القيم العالمية للسلام والانفتاح"، لافتًا إلى أن التعاون الفرنسي الفلسطيني في المجال الثقافي سيشهد دفعة جديدة خلال الأشهر المقبلة، من خلال اتفاقيات دعم وتبادل فني وأثري.

واختُتمت الزيارة بالتقاط صور تذكارية أمام مدخل المعرض، حيث أكد الرئيس الفلسطيني أن "فلسطين ستظل حاضرة في وجدان الإنسانية من خلال تاريخها وثقافتها"، مشيرًا إلى أن "هذه المعارض تساهم في إبراز الوجه الحضاري للشعب الفلسطيني الذي يتمسك بالسلام والعدالة والهوية".