وزير الري المصري الأسبق: انهيار سد النهضة سيغرق السودان خلال نصف ساعة

في تصريح مثير للجدل، حذّر الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق في مصر، من كارثة محتملة قد تضرب السودان حال انهيار سد النهضة الإثيوبي، مؤكدًا أن غياب المسؤولية من جانب الحكومة الإثيوبية في إدارة السد قد يؤدي إلى عواقب مدمرة لدول حوض النيل، خاصة السودان.
وقال علام، في حوار صحفي، إنّ انهيار سد النهضة سيؤدي إلى غرق السودان في غضون ثلاثين دقيقة فقط، موضحًا أن حجم المياه المخزّنة خلف السد هائل لدرجة تعجز التكنولوجيا الحديثة والعنصر البشري عن السيطرة عليه.
وأضاف الوزير الأسبق أن مصر لن تتأثر بشكل خطير في حال وقوع الانهيار، إذ تمتلك بنية تحتية مائية قوية وأنظمة حماية قادرة على التعامل مع أي تدفقات غير متوقعة، مشيرًا إلى أن الأضرار التي قد تلحق بها ستكون "طفيفة وقابلة للمعالجة".
وأشار علام إلى أن الفيضانات التي شهدتها السودان مؤخرًا كانت نتيجة تصرفات غير مسؤولة من الحكومة الإثيوبية، التي قامت بملء مخزون الطوارئ في السد دون تنسيق مع دولتي المصب، وهو ما تسبب في تدفقات مائية مفاجئة أغرقت مناطق سودانية عدة.

وفي حديثه عن أسبوع القاهرة للمياه، قال الوزير المصري الأسبق إن الحدث يُعد منصة مهمة للحوار وتبادل الخبرات بشأن قضايا المياه العالمية، داعيًا الحكومة المصرية إلى استغلاله كفرصة لإبراز موقفها العادل في أزمة سد النهضة الممتدة منذ أكثر من 13 عامًا.
وانتقد علام ما وصفه بـ"الاحتفال الصوري" الذي نظمته الحكومة الإثيوبية مؤخرًا بمناسبة افتتاح السد، واصفًا إياه بـ"مهرجان سياسي فاشل" هدفه إيهام الشعب الإثيوبي بأن المشروع يسير كما هو مخطط، رغم أن السد – بحسب قوله – لا يعمل بكفاءة ولم يحقق الأهداف المعلنة.
كما تطرق الوزير الأسبق إلى المفاوضات التي جرت برعاية أمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، موضحًا أن إثيوبيا رفضت التوقيع على الاتفاق النهائي رغم توصل الدول الثلاث لمسودة مقبولة، معتبرًا ذلك إساءة للدبلوماسية الأمريكية وفرصة ضائعة لحل الأزمة.
وفي ختام حديثه، شدّد علام على أن الحل الوحيد لتفادي الكارثة هو التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يحدد حقوق كل دولة من دول حوض النيل، مع ضرورة تطوير مشروعات تعاون مشتركة لاستغلال الموارد المائية بشكل أكثر استدامة، مؤكدًا أن "من يدير السد دون مسؤولية، يلعب بمستقبل شعوب بأكملها".