البيت الأبيض يمنح حماس مهلة نهائية للرد على خطة غزة

كشف البيت الأبيض الأمريكي، اليوم الخميس، أن حركة "حماس" أمامها مهلة لا تتجاوز نهاية الأسبوع الجاري لإعلان موقفها من الخطة التي طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب الدائرة في قطاع غزة، مؤكداً أن أي رفض صريح من الحركة سيُعتبر "خطاً أحمر" لن يسمح ترامب بتجاوزه.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، إن الخطة التي تقودها واشنطن "حظيت بقبول من غالبية الأطراف المعنية بالنزاع"، مشيرة إلى أن موقف حماس سيكون حاسماً في تحديد مستقبل هذه المبادرة. وأضافت أن "أي انسحاب أو رفض من جانب الحركة سيُقابل بإجراءات صارمة من جانب الرئيس ترامب"، في إشارة إلى إمكانية اتخاذ واشنطن خطوات إضافية للضغط على الحركة.
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن، الثلاثاء الماضي، عن منحه حماس مهلة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أيام لإبداء موقفها بشكل رسمي من الخطة، التي تتضمن – بحسب مصادر أمريكية – ترتيبات أمنية وسياسية تهدف إلى وقف القتال وبدء عملية إعادة إعمار واسعة في قطاع غزة.

في المقابل، نقلت مصادر مطلعة داخل حركة حماس، يوم الأربعاء، أن الحركة أبدت سلسلة من التحفظات على بنود الخطة الأمريكية، معتبرة أنها "تتضمن ألغاماً سياسية" من الصعب الموافقة عليها. وأكدت تلك المصادر أن سلاح الحركة "مسألة وجودية غير قابلة للتفاوض"، وأن أي محاولة لنزع هذا السلاح أو الحد من قدراته الدفاعية لن تجد قبولاً داخل أجنحة الحركة.
كما شددت المصادر على رفض حصر صلاحيات اللجنة الإدارية الفلسطينية في نطاق الخدمات البلدية فقط، ورفض منح صلاحيات سياسية ووطنية واسعة لما يسمى "مجلس السلام"، محذرة من أن هذا المجلس قد يُستخدم كغطاء لاتخاذ قرارات تؤدي إلى تهجير سكان القطاع أو فرض ترتيبات لا تتماشى مع الحقوق الفلسطينية.
وتابعت المصادر أن هناك تياراً داخل الحركة يميل إلى عودة السلطة الفلسطينية لتولي إدارة شؤون القطاع خلال المرحلة المقبلة، مع ضمان إشرافها المباشر على جهود إعادة الإعمار، بعيداً عن أي وصاية دولية أو إملاءات أمريكية.
ويأتي هذا التصعيد السياسي في وقت يشهد فيه قطاع غزة أوضاعاً إنسانية متدهورة جراء استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث يرى مراقبون أن الضغوط الأمريكية على حماس تهدف إلى تسريع المسار السياسي، لكن في المقابل فإن رفض الحركة أو حتى تأجيل ردها قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من التوتر بين واشنطن وحماس.