تطبيقات الفيديو القصيرة.. بين الترفيه السريع وخطر تشكيل وعي الأطفال

في الوقت الذي يتزايد فيه حضور تطبيقات مقاطع الفيديو القصيرة في تفاصيل الحياة اليومية، تكشف دراسة صينية حديثة عن جانب مقلق يتعلق بالأطفال في سن ما قبل المدرسة.
الإفراط في استخدام منصات مثل "تيك توك":
فقد وجدت الدراسة أن الإفراط في استخدام منصات مثل "تيك توك" يرتبط بارتفاع السلوكيات العدوانية وتراجع القدرات الاجتماعية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وست سنوات.
ويحذر الباحثون من أن هذه الظاهرة لم تعد استثنائية، بل أصبحت شائعة بشكل متزايد مع سهولة وصول الصغار إلى الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

وأوضحوا أن قضاء ساعات طويلة في مشاهدة المقاطع القصيرة قد يعيق التطور الطبيعي لمهارات أساسية مثل التفاعل والتعاطف، بينما يعزز أنماط السلوك العنيف لدى الطفل.
وتأتي هذه النتائج في وقت تتصاعد فيه المخاوف عالميًا من تأثير التكنولوجيا على الأجيال الجديدة. فبعد الانتقادات التي طالت منصات مثل "تويتش" بسبب قصور أنظمة الحماية الموجهة للأطفال، بدأت تُطرح تساؤلات جادة حول مدى ملاءمة بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي واسعة الانتشار للفئات العمرية الصغيرة.
الدراسة شددت كذلك على أهمية الدور التربوي للأسرة والمعلمين في مراقبة استخدام الأطفال لهذه التطبيقات، وإعادة التفكير في طبيعة العلاقة التي تربطهم بالشاشات.
فالمسألة لم تعد تقتصر على التسلية أو ملء وقت الفراغ، بل تحوّلت إلى عامل خفي يمكن أن يعيد تشكيل شخصية الطفل وسلوكه في المستقبل، إذا لم يتم ضبطها ضمن أطر واضحة.

دراسة حديثة أجراها باحثون في الصين ركزت على الأطفال ما بين ثلاث وست سنوات، وخلصت إلى أن الإفراط في استخدام منصات الفيديو القصيرة يرتبط بارتفاع معدلات السلوك العدواني وتراجع القدرات الاجتماعية. وبيّنت أن مشاهدة هذه المقاطع لساعات طويلة تعيق التطور الطبيعي لمهارات أساسية مثل التفاعل الإنساني والتعاطف، بينما تعزز أنماط السلوك العنيف والانطواء.
المخاوف العالمية من التقنية
النتائج لا تأتي بمعزل عن سياق عالمي يتزايد فيه القلق من أثر التكنولوجيا على الأجيال الجديدة. فبعد الانتقادات الواسعة التي طالت منصات مثل "تويتش" لقصور أنظمتها في حماية الأطفال من المحتوى غير المناسب، برزت تساؤلات حول مدى ملاءمة بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي واسعة الانتشار لاستخدام الفئات العمرية الصغيرة.
هذه المخاوف تتقاطع مع تقارير أخرى تشير إلى أن الأطفال الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميًا أمام الشاشات معرضون لمشكلات تتعلق بالتركيز والنوم والسلوك الاجتماعي.
دور الأسرة والمدرسة
الدراسة الصينية شددت على أن الحل لا يكمن في المنع الكامل، بل في المراقبة الواعية من جانب الآباء والمعلمين. فالأطفال بحاجة إلى توازن بين الاستفادة من المحتوى الرقمي المفيد وممارسة الأنشطة الواقعية التي تطور مهارات التواصل والخيال والحركة.
وأكد الباحثون أن إعادة التفكير في علاقة الأطفال بالشاشات ضرورة تربوية، خاصة أن هذه الأدوات لم تعد مجرد وسيلة للتسلية، بل قد تتحول إلى عامل خفي يعيد تشكيل شخصية الطفل وسلوكه على المدى البعيد.

تحدٍ لمستقبل الطفولة
تقرير الدراسة يضع أمام الأسر وصانعي السياسات التربوية تحديًا معقدًا: كيف يمكن الاستفادة من مزايا التطبيقات الرقمية في التعليم المبكر، مع تقليل مخاطرها على النمو النفسي والاجتماعي؟ والإجابة، بحسب خبراء الطفولة، تكمن في رسم سياسات واضحة للاستخدام، وابتكار بدائل عملية تشجع الأطفال على التفاعل المباشر، بما يضمن توازنًا صحيًا يحافظ على براءتهم وينمّي قدراتهم.