5 أزمات كبرى تهدد استقرار أمريكا اللاتينية

تشهد أمريكا اللاتينية منذ سنوات سلسلة من الأزمات المتلاحقة التي تكشف ضعف المؤسسات الديمقراطية وهشاشة الأنظمة السياسية في عدد من دولها.
وبين الانقسامات الحادة، وتصاعد الاحتجاجات الاجتماعية، وتفاقم الضغوط الاقتصادية، تبدو القارة في مواجهة تحديات معقدة تهدد استقرارها الداخلي والإقليمي على السواء.
فنزويلا.. مواجهة مع واشنطن
في فنزويلا، تعيش حكومة الرئيس نيكولاس مادورو أزمة متفاقمة مع الولايات المتحدة، بعدما فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية مشددة، إلى جانب تعزيز وجودها العسكري في منطقة الكاريبي بحجة مكافحة تهريب المخدرات.
هذا التصعيد أثار مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية محتملة، وسط انقسام داخلي بين مؤيدي النظام الاشتراكي ومعارضة تطالب بانتقال سياسي عاجل.
الأرجنتين.. ضغوط اقتصادية وانقسام سياسي
أما الأرجنتين، فتواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة تتمثل في تضخم متسارع وانهيار قيمة العملة الوطنية.
هذه الأوضاع دفعت آلاف المواطنين إلى الشارع رفضًا لسياسات التقشف وارتفاع الأسعار.
وفي الوقت ذاته، تشهد السلطة الحاكمة انقسامات داخلية، ما يزيد من تعقيد الأزمة ويضعف قدرة مؤسسات الدولة على الاستجابة الفعالة.
البرازيل.. استقطاب سياسي متواصل
في البرازيل، القوة الاقتصادية الأكبر بالمنطقة، لا يزال الاستقطاب السياسي يسيطر على المشهد بعد الانتخابات الأخيرة. الصراع بين أنصار الرئيس الحالي والمعارضة انعكس على الشارع والمؤسسات، بينما تتواصل الخلافات حول السياسات البيئية وإدارة غابات الأمازون.
كما خرج أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو في احتجاجات، معتبرين أن ما يواجهه "اضطهاد سياسي".

تشيلي وبيرو.. احتجاجات وعدم استقرار
في تشيلي، ورغم إقرار دستور جديد عقب أزمة 2019، ما زالت الاحتجاجات مستمرة مطالبة بإصلاحات أوسع في التعليم والصحة.
أما بيرو، فتشهد تغيرًا متكررًا في الحكومات بسبب صراعات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وفضائح فساد متواصلة، ما جعلها من أكثر الدول هشاشة سياسيًا في المنطقة.
كولومبيا والمكسيك.. معركة مع الجريمة المنظمة
في كل من كولومبيا والمكسيك، تواصل عصابات المخدرات والجريمة المنظمة تهديد استقرار الدولة، في ظل معدلات عنف مرتفعة.
وبرغم جهود الحكومات للتوصل إلى اتفاقات سلام أو شن حملات عسكرية، تظل الأزمة الأمنية بلا حلول جذرية.
انعكاسات إقليمية ودولية
تؤثر هذه الأزمات على مجمل القارة، إذ تعرقل مبادرات التعاون الاقتصادي وتضعف فرص التكامل الإقليمي.
وفي الوقت ذاته، تستغل قوى كبرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا الانقسامات لتعزيز نفوذها عبر صفقات الطاقة والاستثمارات.
وبذلك تبقى أمريكا اللاتينية أمام مستقبل محفوف بالتحديات قد يعطل مسارها التنموي لعقد قادم على الأقل.