مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

رسالة غضب من ترامب لنتنياهو بسبب غزة وسوريا.. تفاصيل

نشر
الأمصار

كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن تصاعد التوتر بين الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحكومة الإسرائيلية، على خلفية تطورات الأوضاع في قطاع غزة وسوريا، وذلك بعد أن وجّه البيت الأبيض رسالة خاصة شديدة اللهجة إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبّر فيها عن غضب واشنطن من السياسات الإسرائيلية الأخيرة.

ونقل موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، أن الرسالة التي بعث بها البيت الأبيض إلى نتنياهو جاءت عقب عملية اغتيال رائد سعد، القائد العسكري البارز في حركة حماس الفلسطينية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، معتبرة أن هذه العملية تمثل انتهاكًا صريحًا لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن الرسالة الأمريكية عبّرت بوضوح عن استياء الإدارة الأمريكية من الخطوة الإسرائيلية، خاصة أنها نُفذت دون إخطار مسبق أو تنسيق مع واشنطن، الأمر الذي اعتبره البيت الأبيض تقويضًا مباشرًا للجهود التي بذلتها الإدارة الأمريكية للتوصل إلى تهدئة في غزة، وإنهاء الحرب المستمرة هناك.

توتر متصاعد بين واشنطن وتل أبيب
وأشارت التقارير إلى أن هذه الرسالة الغاضبة جاءت في ظل توترات متزايدة بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية، خصوصًا بشأن المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلى جانب الخلافات المتعلقة بالسياسة الإقليمية الأوسع لإسرائيل، سواء في الأراضي الفلسطينية أو على الجبهات الإقليمية الأخرى.

وأفاد مسؤولان أمريكيان بأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إضافة إلى مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر، أبدوا إحباطًا شديدًا من أداء الحكومة الإسرائيلية، معتبرين أن نتنياهو لا يُظهر المرونة المطلوبة لدفع الاتفاق قدمًا.

وأضافت المصادر أن نتنياهو من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منتجع «مارالاغو» بولاية فلوريدا الأمريكية يوم 29 ديسمبر، وسط توقعات بأن تشهد القمة مناقشات صعبة حول مستقبل اتفاق غزة والسياسات الإسرائيلية في المنطقة.

رسالة تحذير مباشرة من البيت الأبيض
ونقل أحد المسؤولين الأمريكيين مضمون الرسالة الموجهة إلى نتنياهو، قائلًا: «كانت رسالة البيت الأبيض واضحة: إذا كنت تريد تدمير سمعتك وإظهار أنك لا تلتزم بالاتفاقيات، فهذا شأنك، لكننا لن نسمح لك بتدمير سمعة الرئيس ترامب بعد أن توسط شخصيًا في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة».

وفي المقابل، أقر مسؤول إسرائيلي بوجود استياء أمريكي، لكنه زعم أن نبرة الرسالة كانت أقل حدة، مشيرًا إلى أنها تضمنت إشارة إلى أن «بعض الدول العربية» تعتبر العملية خرقًا لوقف إطلاق النار. غير أن المسؤولين الأمريكيين شددوا على أن موقف البيت الأبيض كان واضحًا ولا لبس فيه، وهو أن إسرائيل انتهكت بالفعل اتفاق وقف إطلاق النار.

وفيما امتنعت كل من الرئاسة الأمريكية والسفارة الإسرائيلية في واشنطن عن التعليق رسميًا، قالت الحكومة الإسرائيلية إن عملية اغتيال رائد سعد جاءت ردًا على ما وصفته بانتهاكات من جانب حركة حماس الفلسطينية، متهمة الحركة بمهاجمة جنود إسرائيليين واستئناف تهريب الأسلحة.

قلق أمريكي من الضفة الغربية
وعلى صعيد آخر، أفاد مسؤول أمريكي رفيع المستوى ومصدر مطلع بأن البيت الأبيض يشعر بقلق متزايد إزاء تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. واعتبر المسؤولون الأمريكيون أن هذه الممارسات، إلى جانب ما وصفوه باستفزازات إسرائيلية متكررة، تضر بمساعي واشنطن لتوسيع «اتفاقيات أبراهام»، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع المملكة العربية السعودية.

ترامب وقصف سوريا
وبشأن الوضع في سوريا، ترى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الغارات الإسرائيلية المتكررة داخل الأراضي السورية تقوض الجهود الأمريكية الرامية إلى مساعدة الحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع على تحقيق الاستقرار، كما تعرقل المساعي للتوصل إلى اتفاق أمني جديد بين سوريا وإسرائيل.

وأوضح مسؤول أمريكي أن واشنطن لا تطالب إسرائيل بالمساس بأمنها، لكنها تطلب من نتنياهو تجنب الخطوات التي يُنظر إليها في العالم العربي باعتبارها استفزازية، لما لذلك من تأثير سلبي على الدور الأمريكي في المنطقة.

كما أشار البيت الأبيض إلى أن نتنياهو يتعامل بقصر نظر مع عدد من الملفات، لا سيما ما يتعلق بالانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، والتي تتطلب انسحابًا أوسع للقوات الإسرائيلية.

وكشف مسؤول أمريكي أن الرئيس دونالد ترامب أبلغ نتنياهو، خلال مكالمة هاتفية جرت مؤخرًا، بأنه بحاجة إلى أن يكون «شريكًا أفضل» فيما يتعلق بملف غزة، مؤكدًا أن ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر يشعران بغضب واضح من عدم مرونة إسرائيل في القضايا المرتبطة بإنهاء الحرب وتثبيت التهدئة.