الإمارات وقبرص تتوافقان حول غزة والسودان وحل الدولتين
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية قبرص توافقهما حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية المطروحة على الساحة، وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة، والجهود الرامية إلى تحقيق السلام في السودان، إضافة إلى التأكيد على حل الدولتين كمسار أساسي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، إلى جانب دعم الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك وفق بيان مشترك صدر في ختام زيارة رسمية رفيعة المستوى.
ورحب نيكوس خريستودوليدس، رئيس جمهورية قبرص، بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بمناسبة الزيارة الرسمية التي أجراها إلى نيقوسيا في 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، والتي تُعد الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس دولة الإمارات إلى قبرص، ما يشكل محطة تاريخية بارزة تعكس عمق العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين.
وأكد الجانبان في البيان المشترك أن هذه الزيارة تمثل دفعة قوية لمسار التعاون السياسي والاقتصادي بين دولة الإمارات وجمهورية قبرص، وتعكس حرص القيادتين على تعزيز التنسيق المشترك إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم.
وشددت دولة الإمارات وجمهورية قبرص على التزامهما الراسخ بدعم جهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى تسوية شاملة ودائمة للقضية القبرصية، على أساس اتحاد فيدرالي ثنائي المنطقتين والطائفتين، يتمتع بالمساواة السياسية، ووفقًا للأطر المعتمدة من قبل الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. كما أكدت دولة الإمارات أهمية الحفاظ على استقلال جمهورية قبرص وسيادتها وسلامة ووحدة أراضيها.
وجددت جمهورية قبرص دعمها المبدئي لسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بقضية الجزر الثلاث: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى.

وسلط الجانبان الضوء على البيانات المشتركة الصادرة عن الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي في أكتوبر/تشرين الأول 2024 وأكتوبر/تشرين الأول 2025، والتي دعت إيران إلى إنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، باعتباره انتهاكًا لسيادة دولة الإمارات ولمبادئ ميثاق الأمم المتحدة. كما أكد الطرفان دعمهما لحل هذا النزاع بالوسائل السلمية، سواء عبر المفاوضات الثنائية أو من خلال اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وفقًا للقانون الدولي.
وفيما يتعلق بقطاع غزة، أكد الجانبان أهمية الممر البحري «أمالثيا»، الذي تم إنشاؤه من خلال التعاون الوثيق بين دولة الإمارات وجمهورية قبرص، باعتباره شريان حياة أساسيًا لدعم الشعب الفلسطيني في غزة. واتفق الطرفان على مواصلة التنسيق مع الشركاء الدوليين والإقليميين، بما يتماشى مع آلية الأمم المتحدة المنسقة رقم 2720، لضمان استدامة وتوسيع عمليات الممر البحري، دعمًا للمرحلة التالية من خطة السلام الشاملة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرامية إلى إنهاء الصراع في قطاع غزة.
كما رحب الجانبان بتبني مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2803، وشددا على ضرورة التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، بما يسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية وتهيئة الظروف اللازمة لتحقيق سلام دائم.
وجدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس التزامهما المشترك بتحقيق سلام شامل وعادل ودائم، قائم على حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على أساس حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، ووفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي.
وشدد الجانبان على رفضهما القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدين ضرورة الالتزام الكامل بخطة السلام الشاملة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما في ذلك البنود المتعلقة بمعبر رفح.
كما أعربت دولة الإمارات وجمهورية قبرص عن قلقهما إزاء انتشار التطرف والأيديولوجيات المتطرفة التي تغذي الإرهاب وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار، مؤكدتين التزامهما المشترك بمواجهة خطاب الكراهية والعنصرية، وتعزيز قيم التسامح والحوار بين الأديان والثقافات، انسجامًا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2686، وبما يدعم جهود إحلال السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.