مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عواصف رعدية خارقة تهدد أوروبا مع تفاقم تغير المناخ

نشر
الأمصار

تشهد القارة الأوروبية تزايداً ملحوظاً في العواصف الرعدية الخارقة، بحسب دراسة حديثة نشرتها مجلة ساينس أدفانسز العلمية ونقلتها شبكة "يورونيوز". 

وأكدت الدراسة أن تغير المناخ يفاقم من حدة هذه الظواهر الجوية، خصوصاً في منطقة جبال الألب وأجزاء من وسط وشرق أوروبا.

وأوضحت الدراسة أنه في حال ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار 3 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، فقد يرتفع تواتر العواصف على المنحدرات الشمالية لجبال الألب بنسبة 50%.

 وتُعد هذه العواصف من بين أكثر الظواهر الجوية تدميراً في أوروبا، إذ أدت خلال السنوات الأخيرة إلى زيادة كبيرة في حجم مطالبات التأمين.

وتتميز العواصف الخارقة عن غيرها بوجود إعصار متوسط، وهو تيار هوائي صاعد ودوار يمنحها قوة استثنائية وقدرة على الاستمرار لساعات، بخلاف العواصف العادية التي تنتهي سريعاً. 

وغالباً ما تحدث في الصيف، مصحوبة برياح شديدة وأمطار غزيرة وحبات برد ضخمة، مسببة خسائر مادية واسعة.

وسجّلت عدة دول أوروبية في الأشهر الماضية عواصف مدمرة، منها فرنسا التي شهدت في يونيو الماضي عاصفة ببَرَد وصل قطره إلى 6 سنتيمترات، وأخرى في إيطاليا خلال أغسطس تسببت في أضرار واسعة بمدينة ريميني ورافينا، واقتلعت أشجاراً وأتلفت محاصيل وأوقفت حركة القطارات.

من جانبها، أوضحت الباحثة مونيكا فيلدمان من جامعة برن السويسرية أن رصد هذه العواصف ما زال معقداً بسبب اختلاف أنظمة رادارات الطقس بين الدول الأوروبية، مشيرة إلى أن فهم آلية تشكلها يمثل مفتاحاً للاستعداد بشكل أفضل.

وطور فريق بحثي من جامعة برن والمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ نموذج محاكاة رقمي عالي الدقة، كشف أن جبال الألب تمثل "نقطة ساخنة" لهذه الظواهر، حيث تشهد ما بين 38 و61 عاصفة فائقة سنوياً.

وأكدت الدراسة أن دولاً مثل سويسرا والنمسا وشمال إيطاليا وجنوب ألمانيا ستكون الأكثر عرضة للخطر مع ازدياد حرارة الأرض، بينما قد تسجل مناطق مثل شبه الجزيرة الأيبيرية وجنوب غرب فرنسا انخفاضاً في هذه الظواهر. وبوجه عام، توقعت زيادة بنسبة 11% في العواصف الرعدية الخارقة بأوروبا.

وشدد الخبراء على ضرورة أن تستعد الحكومات الأوروبية عبر تطوير البنية التحتية، ودعم الزراعة، وتعزيز أنظمة التأمين وخدمات الطوارئ لمواجهة مستقبل يتسم بظواهر جوية أشد قسوة وتكراراً.