ليبيا بين ضغط الشارع المدني ورفض المرحلة الانتقالية

تشهد «ليبيا» موجة مُتجددة من الحراك المدني، تُعبّر عن رفض مُتزايد لأي تمديد أو مرحلة انتقالية جديدة، في وقت يزداد فيه الضغط الشعبي نحو إجراء انتخابات ودستورية حاسمة. هذا التوتر بين مطالب الشارع والإطارات السياسية المُؤقتة يعكس أزمة شرعية عميقة، ويطرح تساؤلات حول قدرة الأطراف السياسية على الاستجابة لرغبات المواطنين وضمان الاستقرار.
تمسك بالانتخابات والدستور
وفي هذا الصدد، أعلنت مجموعة من البلديات والمجالس المحلية وأعيان القبائل، في بيان تلي أمام رئاسة مجلس الوزراء في طرابلس تمسكها بخيار الشعب الليبي بإجراء الانتخابات التشريعية والاستفتاء على الدستور.
وأكد البيان، الذي يأتي قبل يومين من إحاطة المبعوثة الأممية إلى ليبيا هانا تيتيه أمام مجلس الأمن الخميس المقبل، والمتوقع أن تكشف فيها عن الخطة الأممية لحل الأزمة الليبية، أن المشاركين يقفون "صفا واحدا لإعلاء صوت الشعب، وإصرارا على أن تكون كلمته هي الفيصل".
وطالب الموقعون على البيان رئيس حكومة الوحدة الوطنية بالوفاء بتعهداته أمام الشعب والوقوف إلى جانب إرادته عبر المضي في الانتخابات والاستفتاء على الدستور، كما دعوا بعثة الأمم المتحدة إلى الالتزام بمسؤولياتها تجاه اتفاق جنيف السياسي ودعم المسار الانتخابي والدستوري.
رسائل لمجلس الأمن
ووجّه المشاركون رسائل إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي بضرورة دعم "الخطوات الشرعية" التي تتخذها حكومة الوحدة الوطنية في فرض سلطة الدولة والقانون، ومحاربة شبكات الجريمة المنظمة من مهربي الوقود والسلاح والبشر.
كما حمّل البيان المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، المسؤولية عما وصفوه بـ"الترقيات الوهمية" داخل المؤسسة العسكرية، معتبرين أنها تزيد من حدة الانقسام وتعرقل مسار توحيد المؤسسة.
الدبيبة: «ليبيا تترك خلفها عهد الميليشيات وتتقدم نحو جيش مُوحد قوي»
من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، «عبد الحميد الدبيبة»، أن بلاده تسير بثبات نحو تأسيس جيش مُوحد يضمن الأمن والاستقرار، مُنوهًا إلى أن زمن «الميليشيات» قد انتهى.
وفي هذا الصدد، «الدبيبة»، خريجي وعائلات دفاعات الكليات العسكرية، مُؤكًدا أن استقرار الدولة لا يتحقق إلا بوجود جيش وطني موحد.
وأشار إلى أن الحكومة ماضية في ثلاثة مسارات رئيسية، هي دعم الجيش النظامي المحترف، وإنهاء حالة السلاح خارج سلطة الدولة، والحفاظ على الاستقرار الأمني الذي تحقق، كما أكد أن هذه المسارات تسير بشكل متواز وبخطى ثابتة.
الدبيبة يُؤكّد سيادة الدولة على المرافق السيادية
وأضاف الدبيبة أن زمن وصف ليبيا بأنها "بلاد الميليشيات" قد ولى، وأن الدولة ستبسط سلطتها على جميع المرافق السيادية، من موانئ ومطارات وقواعد عسكرية، دون أي استثناء، مشددا على أن سلطة الدولة يجب أن تكون المرجع الأعلى للجميع.
ووجه رئيس الحكومة رسالة للخريجين قائلا: "أنتم اليوم تبدأون مرحلة جديدة من العمل والعطاء، وستكونون في الصفوف الأمامية للدفاع عن ليبيا. تمسكوا بشرف الخدمة العسكرية، وبالانضباط، والولاء للوطن وحده، فأنتم درع ليبيا وحصنها الحصين".
الدبيبة يدعو للحزم والانضباط لحماية الدولة ومؤسساتها
كما أكد أن معركة إنهاء السلاح خارج سلطة الدولة مستمرة، وأن الحكومة نجحت في تجاوز أصعب مراحلها بفضل إرادة الليبيين، داعيا إلى الحزم في مواجهة أي تهديدات تمس الدولة ومؤسساتها، والعمل بروح الانضباط والمسؤولية لبناء دولة آمنة يسودها القانون.
جاءت تصريحات الدبيبة خلال حفل تخريج الدفعة (55) من الكلية العسكرية، والدفعة (40) من كلية الدفاع الجوي، والدفعة (39) من الكلية الجوية، والدفعة (33) من أكاديمية الدراسات البحرية، والدفعة (36) من المعهد العسكري الفني، والذي أقيم في مقر الكلية العسكرية بطرابلس.
وحضر الحفل النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي، ورئيس الأركان العامة الفريق أول ركن محمد الحداد، ومدير المخابرات العسكرية اللواء محمود حمزة، ورؤساء الأركان النوعية، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية.
ليبيا.. «الدبيبة» يُشيد بدور وزارتي الداخلية والدفاع في فرض الأمن
من جهة أخرى، وفي وقت سابق، عبّر رئيس الحكومة الليبية، «عبدالحميد الدبيبة»، عن تقديره لأداء وزارتي «الداخلية والدفاع»، مُشيدًا بما حققتاه من "تقدم ملموس" في ترسيخ الأمن وتعزيز هيبة الدولة.