مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الموت قبل المساعدات في غزة.. السيسي يرد على المشككين: معبر رفح مفتوح

نشر
الأمصار

رغم حرارة الطقس ولهيب الأرض، يواصل أهالي غزة كفاحهم اليومي في رحلة بحثٍ مريرة عن لقيمات تسد الرمق، وسط مشاهد إنسانية مؤلمة تتكرر كل يوم على أبواب مراكز توزيع المساعدات.

 الأمهات الأرامل، والأطفال الأيتام، والشباب الذين فقدوا المعيل والملاذ، يتدافعون في طوابير طويلة، لا أملاً في الاكتفاء، بل في النجاة من الجوع.

في ممرات المساعدات.. الموت حاضر

"أنا أكبر إخواتي بعد ما استُشهد أبويا أمس، بحاول ألاقي أي حد يديني صحن طعام من الوجبات"، يقول فتى صغير في حديث مؤلم يعكس واقعًا غزاويًا مأساويًا، حيث باتت الساحات التي تُوزع فيها المساعدات مساحات خطر، لا يخلو الاقتراب منها من تهديدات حقيقية لحياة الباحثين عن الطعام.

تقول سيدة خمسينية بحزن: "نحن لا نحصل على حقنا نهائيًا.. أنا زوجي مشلول، في أرامل، نساء عاجزات، مش قادرين نروح نأمن لأولادنا الأكل، والشباب بياخدوا المساعدات وبيبيعوها بالسوق بأسعار خيالية.. وأنا عاجزة أشتري، فرميت نفسي للموت".

دعوات لتنظيم التوزيع: "نظام يوسنا على الجوال"

يطالب أهالي القطاع بوجود آلية عادلة لتوزيع المساعدات، عبر إرسال رسائل للمستحقين وتنظيم عمليات التسليم تحت إشراف منظمات موثوقة مثل الأونروا و"أنيرا". "ما يصير ناس تستفيد وتبيع، وناس تموت من الجوع"، تقول إحدى السيدات، مطالبة بوقف ما وصفته بـ"الظلم" في توزيع ما هو من حق الجميع.

مساعدات متواصلة رغم العراقيل.. والمبادرة المصرية تتصدر

ورغم كل هذه المعاناة، تتواصل الجهود المصرية لتقديم الدعم إلى أهالي القطاع المحاصر، حيث أرسلت القاهرة حتى الآن تسع قوافل مساعدات إنسانية ضخمة إلى غزة منذ تصاعد العدوان في أكتوبر الماضي، تشمل مئات الشاحنات المحملة بالغذاء، الدواء، ومستلزمات الإغاثة.

وكان من أبرز تلك المبادرات، مشروع إنتاج الخبز الطازج من مخابز الشيخ زويد شمال سيناء، والذي يساهم في توفير آلاف الأرغفة يوميًا تُرسل إلى القطاع، بإشراف الهلال الأحمر المصري، ضمن تحرك إنساني متواصل.

السيسي: معبر رفح لن يُغلق.. ومن يروج لغير ذلك "مفلس"

الرئيس السيسي

وفي خضم تزايد الشائعات حول نوايا إغلاق معبر رفح الحدودي، جاء تعليق الرئيس عبد الفتاح السيسي حاسمًا، إذ قال في خطابه الأخير: "معبر رفح مفتوح وسيظل مفتوحًا.. لن نكون يومًا جزءًا من الضغط على الشعب الفلسطيني. ومن يروج لغير ذلك، فهو مفلس سياسيًا وأخلاقيًا".

تأكيد الرئيس جاء في وقت حرج، حيث تتعمد سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعطيل دخول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، ما يفاقم من أزمة توزيع الإغاثة في الداخل الغزاوي.

غزة تصرخ: نريد الحياة

أمام هذا الواقع القاسي، يبقى صوت غزة مبحوحًا، لكنه حاضر: نريد فقط أن نعيش بكرامة، نريد خبزًا لا رصاصًا، وعدالة في التوزيع لا مهانة، ونافذة أمل لا بابًا مغلقًا.