ميتا تُنهي عصر الذكاء الاصطناعي المجاني.. و"LLaMA" يدخل مرحلة الاحتكار

في تحول لافت قد يعيد تشكيل ملامح سوق الذكاء الاصطناعي عالميًا، تتجه شركة "ميتا" بقيادة مارك زوكربيرغ نحو إنهاء عهد الإتاحة المجانية لنماذجها الذكية، وعلى رأسها "LLaMA"، التي طالما روّجت لها كمصدر مفتوح.
ميتا تنهي عصر المجانية في الذكاء الاصطناعي:
هذا التغير يأتي بعد سنوات من الاستفادة المجتمعية والبحثية الواسعة، لكنه أيضًا يطرح تساؤلات حادة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي المفتوح، ومدى قدرة الشركات الكبرى على موازنة المصالح التجارية مع الاعتبارات الأخلاقية والأمنية.
خطوة جديدة من "ميتا" لإنهاء عصر الذكاء الاصطناعي المجاني

يتّجه مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، نحو مرحلة جديدة في مسار الذكاء الاصطناعي، عبر خطوات تهدف إلى إنهاء نموذج الإتاحة المجانية للتقنيات المتقدمة، بعد سنوات من الترويج لنموذج "LLaMA" كمصدر مفتوح.
النموذج، الذي تم تطويره لمنافسة "ChatGPT" التابع لشركة OpenAI، أتاح للمطورين والباحثين حول العالم استخدامه بحرية، مما منح "ميتا" دفعة كبيرة في البحث والتطوير دون تكلفة مباشرة، وساعدها في جذب أفضل الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحسين صورتها كشركة داعمة للمجتمع التقني.

لكن هذا الانفتاح لم يكن بلا ثمن؛ فقد استُخدم النموذج من قِبل جهات ومنظمات لتطوير أدوات استخباراتية، كما ظهرت نماذج غير آمنة مثل "BadMAMA"، وهو ما أثار مخاوف وتساؤلات حول مخاطر إتاحة الذكاء الاصطناعي المتقدم للجميع دون ضوابط.
زوكربيرغ نفسه عبّر مؤخرًا عن تردده في الاستمرار بسياسة المصدر المفتوح، مشيرًا إلى أن الإتاحة المجانية قد تصبح "تصرفًا غير مسؤول"، وهو ما دفع وول ستريت للمطالبة بتحقيق عوائد ملموسة على استثمارات "ميتا" الضخمة، والتي تجاوزت 6 مليارات دولار هذا العام وحده.
وبالفعل، بدأت الشركة في تعديل استراتيجيتها، من خلال تعيين قيادات ذات توجه تجاري، مثل ألكسندر وونغ من شركة Scale AI، مع مؤشرات واضحة على أن النماذج المستقبلية مثل "LLaMA 4" لن تكون مفتوحة المصدر في المستقبل القريب.

وبهذا التحوّل، يبدو أن عصر الذكاء الاصطناعي المجاني يقترب من نهايته، لصالح فصل جديد يتّسم بالاحتكار التجاري والسعي لتحقيق الأرباح، بعد أن أدى الانفتاح دوره المؤقت، تاركًا خلفه تساؤلات عميقة حول مصير النماذج المفتوحة التي باتت جزءًا من الحياة اليومية لملايين البشر.
تفاصيل مهمة عن LLaMA:
الإصدار | التاريخ | المميزات | الوضع الحالي |
---|---|---|---|
LLaMA 1 | فبراير 2023 | نموذج أولي صغير نسبيًا موجّه للباحثين | مفتوح المصدر |
LLaMA 2 | يوليو 2023 | تطور كبير في الدقة والفهم، بأحجام مختلفة تصل إلى 70 مليار معلمة | مفتوح المصدر |
LLaMA 3 | أبريل 2024 | دقة أعلى، وكفاءة تدريب أكبر، وتحسينات على السياق والاستجابة | مفتوح جزئيًا |
LLaMA 4 (مرتقب) | يُتوقع نهاية 2025 | ميتا تشير إلى أنه قد لا يكون مفتوح المصدر بالكامل | غير مؤكد |
مميزات LLaMA مقارنة بالمنافسين، أنه ذات كفاءة أعلى في الأداء مقارنة بحجمه، وهناك انفتاح على المطورين (خصوصًا LLaMA 2)، مما جعل آلاف التطبيقات تبنى عليه، واستخدام في أدوات متعددة داخل منتجات ميتا، مثل:
ـ مساعدات ذكية على إنستغرام وفيسبوك
ـ إدارة المحتوى الآلي
ـ تحليل سلوك المستخدم