المحادثات النووية على حافة الهاوية.. واشنطن وطهران في مواجهة تصريحات متناقضة
تضاربٌ واضح لم تختفي معالمه عن المشهد، كان عنوانًا بارزًا على الساحة السياسية الأمريكية في الأيام الأخيرة، حول الموقف الرسمي من المحادثات النووية مع إيران.
جاء ذلك تزامنًا مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفضه القاطع السماح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، متجاوزًا بذلك تسريبات سابقة كانت تشير إلى إمكانية قبول جزئي لهذا الأمر في إطار اتفاق أوسع.
هذا التغير المفاجئ في الموقف الأمريكي يثير تساؤلات حول ثبات سياسة واشنطن تجاه الملف النووي الإيراني ومدى تأثير ذلك على فرص استئناف الحوار البناء بين الطرفين.
في المقابل، تؤكد إيران عبر بياناتها الرسمية على تمسكها الحازم بحقها في تخصيب اليورانيوم وفق ما تصفه بسيادتها الوطنية، مشددة على أن أي محاولة للضغط عليها أو التنازل عن هذا الحق ستقابل برفض كامل، بينما هذا التصعيد في المواقف يعكس تعقيدات المشهد النووي الحالي ويزيد من التوترات المتبادلة، مما يعقد من إمكانية التوصل إلى تفاهمات جديدة وسط أجواء من عدم الثقة المتبادلة.
وأعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يأمل في أن تقبل إيران مقترح واشنطن بشأن الصفقة النووية، وإلا فستكون هناك عواقب خطيرة بالنسبة لطهران.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن المبعوث الخاص ويتكوف أرسل مقترحا مفصلا ومقبولا إلى النظام الإيراني، ويأمل الرئيس في أن يقبلوه، وفقا لروسيا اليوم، كما أضافت أنه إن لم يحدث القبول فستكون هناك عواقب خطيرة.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المقترح الأمريكي بشأن الصفقة لا يتضمن إمكانية تخصيب إيران لليورانيوم، خلافا لما ورد في التسريبات الصحفية في وقت سابق، التي أشارت إلى وجود إمكانية لتخصيب اليورانيوم على نطاق محدود.
كما كتب ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" التي يملكها: "بموجب اتفاقنا المحتمل مع طهران لن نسمح بأي شكل من أشكال بتخصيب اليورانيوم" كما تابع الرئيس الأميركي بالقول في منشور آخر "نعمل على تخزين الأسلحة بشكل غير مسبوق ونأمل ألا نضطر لاستخدامها".
وفي المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن طهران تصر على قدرتها على تخصيب اليورانيوم على أراضيها رغم مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتخلي عن ذلك، مشيرا إلى أن استمرار تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية «خط أحمر».
وقال عراقجي خلال مراسم توقيع كتابه «قوة التفاوض»، في لبنان: «مقترح الاتفاق النووي الذي تلقته إيران من الولايات المتحدة الأمريكية يشوبه الكثير من»الغموض والتساؤلات«، طهران ستقدم الرد المناسب خلال الأيام المقبلة، بما يتوافق مع مصالحها».
وتابع: «استمرار التخصيب داخل الأراضي الإيرانية هو خط أحمر بالنسبة لنا، وهذه حقيقة باتت واضحة لكل الدول».
