مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

د.رائد العزاوي: الانتخابات المقبلة في العراق مفصلية..والمواطن لم يعد يؤمن بجدوى التصويت

نشر
الأمصار

أكد الدكتور رائد العزاوي، مدير مركز الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية والأمنية، أن التحالفات السياسية الجديدة قبيل الانتخابات المقبلة في العراق تعكس واقعاً متغيراً، لكنها لا تزال بعيدة عن تقديم برامج سياسية واضحة تقنع الناخب العراقي بالمشاركة الفاعلة.

وقال العزاوي: "نحن أمام مفترق طرق سياسي، والانتخابات المقررة في 2025 قد تكون اللبنة الأساسية لتغيير شكل النظام السياسي أو طريقة إدارة الدولة، لكننا حتى الآن لا نرى برامج سياسية حقيقية، بل مجرد تحالفات تخضع للمناطقية والطائفية والعشائرية، وهذا يعيدنا إلى نفس الصورة النمطية منذ انتخابات 2005."

وأضاف أن هناك حالة من العزوف الشعبي، وقطاعات واسعة من العراقيين لم تعد تؤمن بأدوات الديمقراطية، في ظل غياب مشاريع حقيقية تخدم المواطن، مشيراً إلى أن نسب المشاركة المتدنية في الدورات السابقة تدل على ذلك بوضوح.

وفي ما يتعلق بالتيار الصدري، أوضح العزاوي: "رغم إعلان انسحابه، إلا أنني أؤكد – وربما لأول مرة – أن التيار الصدري سيشارك في الانتخابات، وسيدعو السيد مقتدى الصدر أنصاره للمشاركة الفاعلة." وأردف قائلاً: "لكن تبقى الإشكالية الأهم أن المواطن العراقي لم يعد يرى أن المشاركة في الانتخابات ستغيّر من واقعه شيئاً."

وأشار إلى أن السنة والأكراد في المشهد السياسي الحالي يسعون لضمان مصالحهم ضمن العملية السياسية، بغض النظر عن هوية رئيس الوزراء القادم، مضيفاً: "التحالفات تعيد نفسها، والأسماء ذاتها جُرّبت سابقاً، وأثبتت عجزها عن إحداث تغيير حقيقي على المستويين الداخلي والخارجي."

وفيما يخص مشاركة الشباب والفئات المهمشة، قال العزاوي: "رغم أن الخطاب الانتخابي الحالي يركز على استقطاب الشباب، إلا أن التغيير الحقيقي يتطلب ثقة المواطن بأن البرلمان قادر على التشريع لا تقديم الخدمات، وأن قانون الانتخابات يسمح بتمثيل حقيقي للمستقلين وأصحاب البرامج الواضحة."

وختم تصريحه بالقول: "العراق بحاجة إلى انتخابات تُفرز مشروعاً سياسياً جاداً يعالج الاختلالات الداخلية ويستجيب لتغيرات المشهد الإقليمي والدولي. وإذا لم يتحقق ذلك، فسنظل ندور في نفس الدائرة المغلقة منذ 2005."

وفي وقت سابق، علّق الدكتور رائد العزاوي، مدير مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية في بغداد، على تطورات ملف الباحثة الروسية الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، موضحًا أن ما جرى في المنطقة خلال العام ونصف الماضي في فلسطين ولبنان وسوريا، إلى جانب فتح العلاقات الأمريكية الإيرانية على مصراعيها، والمفاوضات الجادة بين واشنطن وطهران، كلها عوامل ساهمت في تحريك الملف، مضيفًا أن محاولات الدول العربية لإحداث نوع من التوازن بين إيران وأمريكا تلعب دورًا محوريًا أيضًا