د. رائد العزاوي: العراق بات نقطة التقاء.. وإيران تربط إطلاق سراح إليزابيث بملفها النووي

علّق الدكتور رائد العزاوي، مدير مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية في بغداد، على تطورات ملف الباحثة الروسية الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، موضحًا أن ما جرى في المنطقة خلال العام ونصف الماضي في فلسطين ولبنان وسوريا، إلى جانب فتح العلاقات الأمريكية الإيرانية على مصراعيها، والمفاوضات الجادة بين واشنطن وطهران، كلها عوامل ساهمت في تحريك الملف، مضيفًا أن محاولات الدول العربية لإحداث نوع من التوازن بين إيران وأمريكا تلعب دورًا محوريًا أيضًا.
تطورات ملف الباحثة الروسية الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف
وأشار "العزاوي"، خلال لقاء عبر الإنترنت عبر شاشة "الحدث"، إلى أن العراق اليوم يشكّل نقطة التقاء وفهم وتواصل وجسر بين كافة الأطراف في المنطقة، ولهذا تمكن من الحصول على معلومات بشأن ملف تسوركوف، قائلًا: "بكل أمانة، الباحثة ليست موجودة في العراق، ولو كانت موجودة، لكان العراق استطاع إقناع الفصيل الذي اختطفها بتسليمها للجانب العراقي".

وأوضح أن هناك دولة ثالثة ستكون طرفًا في الحوار وسيُنقل لها الباحثة، إلا أن العقبة تكمن في أن هناك طلبات إيرانية تتعلق بالملف النووي الإيراني، في حين تسعى الولايات المتحدة إلى فصل ملف إليزابيث عن الملف النووي، مضيفًا: "العراق يريد أن يكون نقطة التقاء وبابًا لحوار جديد وواضح يضمن مصالحه ومصالح الأطراف المتشنجة في المنطقة."
وواصل: "ويبقى السؤال: هل ستتوقف إيران عن استثمارها في بعض الميليشيات في المنطقة؟ هذا الجواب يحتاج إلى رؤية إيرانية واضحة تُقدَّم للمجتمع الدولي تؤكد أن إيران ستتوقف عن دعم أذرعها في المنطقة"، مشيرًا إلى أنه في مارس الماضي، كان هناك حديث عن محاولات لفهم مكان الباحثة والعمل على إطلاق سراحها، وأن المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن تحدث حينها عن جهود تبذل في هذا الملف.
وشدد على أن إيران أبدت مرونة في المساعدة على إيجاد تسوركوف، لكنها ربطت ملفها بملف محمد رضا نوري، وأكدت أن لديها الاستعداد للتعاون، إلا أن الولايات المتحدة تعاملت مع ذلك ببرود ومحاولة للفهم فقط، وهو ما أدى إلى عدم تقدم الملف، قائلًا: "إيران تريد أن تبني علاقة جديدة ومختلفة مع الولايات المتحدة، وشعارات (الشيطان الأكبر) أصبحت بضاعة لا تُباع في الشارع الذي ينتمي إلى العقلية الإيرانية".
واختتم العزاوي: "الملفات العراقية بالنسبة لصانع القرار في إيران وأمريكا على الهامش وليست أساسية. إذا أرادوا نقطة التقاء حقيقية، فهناك ملفات شائكة مثل ملف تسوركوف وملف السلاح المنضبط. العراق بحاجة إلى عمقه العربي، لكن هناك أطرافًا داخل المنظومة السياسية لا تريد أن يكون العراق جزءًا من المنظومة العربية"، مضيفًا: "إيران تقول للعراقيين إن العرب هم حضانتكم، لأنها أدركت أن مصالحها في العراق يجب أن تُبنى على أساس علاقة العراق بمحيطه العربي والإقليمي."