ذكرى النكبة في ذاكرة اللاجئين كبار السن.. حلم العودة لم ينطفئ

في 15 مايو من كل عام، يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة، تلك الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948، والتي تعد واحدة من أكبر عمليات التطهير العرقي التي شهدها القرن العشرون، تذكرنا هذه الذكرى بمأساة تهجير أكثر من 700,000 فلسطيني من أراضيهم وبيوتهم، وتدمير مئات القرى والمدن الفلسطينية، وهو ما أسفر عن تشريد مئات الآلاف من اللاجئين الذين ظلوا يعيشون في مخيمات اللجوء حول العالم.
ذكرى النكبة.. معاناة الفلسطينيين:
تُحيي الشعوب الفلسطينية في 15 مايو من كل عام ذكرى النكبة، التي تمثل واحدة من أعظم المآسي التي عاشها الشعب الفلسطيني في تاريخهم المعاصر، تعود النكبة إلى عام 1948، عندما تم تهجير أكثر من 700,000 فلسطيني من أراضيهم، إثر قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتحويل العديد من المدن والقرى الفلسطينية إلى مدن محتلة،
كانت النكبة نتيجة لأكبر عملية تطهير عرقي في القرن العشرين، حيث تم تدمير مئات القرى الفلسطينية، وقتل وإصابة الآلاف من المواطنين الفلسطينيين، إضافة إلى معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين أصبحوا ينتشرون في المخيمات في الدول المجاورة،
النكبة وتأثيرها على اللاجئين:

ذكرى النكبة تحمل معها ألمًا مستمرًا في ذاكرة اللاجئين الفلسطينيين، الذين ظلوا طيلة العقود الماضية يعيشون في الشتات، اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان، سوريا، الأردن، ومناطق أخرى، يتذكرون تلك اللحظات العصيبة عندما أجبروا على مغادرة بيوتهم وأرضهم، هذا الألم يتناقل عبر الأجيال، حيث يكبر الأطفال على ذكرى النكبة، ويغرس فيها الأمل الدائم في العودة إلى الوطن،
النكبة ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي ذاكرة حية تسكن في قلوب اللاجئين الفلسطينيين، خصوصًا كبار السن الذين عايشوا تلك اللحظات العصيبة، في مخيم شتيلة للاجئين في لبنان، يجتمع مجموعة من كبار السن الفلسطينيين، يحملون معهم ذكريات مريرة من تلك الأيام، وبينما تتحدث ألسنتهم عن طفولتهم التي سلبها الاحتلال، تسطع عيونهم بحلم العودة إلى فلسطين التي لم يفارقوها في قلوبهم رغم مرور السنين.
النكبة وأثرها على الأجيال:
ذكريات النكبة تعد من أقوى المأساة في ذاكرة الشعب الفلسطيني، إنها ذكريات أشد قسوة من رصاصات الاحتلال، صورٌ مأساوية حُفرت في الوجدان وحرمت أصحابها من الراحة، مثلما سلبت منهم وطنهم، هذه الذكرى تشير إلى أطول أزمة لجوء في التاريخ الحديث، حيث يواصل عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين العيش في ظروف قاسية، في انتظار حل لمشكلتهم، وتبقى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الشاهد الحي على هذه المحنة المستمرة منذ أكثر من 70 عامًا.
الحلم بالعودة:

"ما بننسى بلدنا، إحنا القنينه بهالوقت هذا" - بهذه الكلمات، يعبر هؤلاء كبار السن عن تمسكهم القوي بوطنهم الأم. فعلى الرغم من مرور السنين، ورغم أن العديد منهم لم يروا وطنهم منذ عام 1948، إلا أن الحنين إلى فلسطين لم ينطفئ، يتحدثون عن حلمهم بالعودة، مثل طفل حديث الولادة يرضع من وطنه، هذه الذكريات التي لم تغب عن أذهانهم قط، تتجدد مع كل لحظة تمر، فيصبح أمل العودة نبضًا يتجدد كل يوم في قلوبهم.
آلام الحاضر وأمل المستقبل:
لكن، رغم الأوجاع التي يحملها هؤلاء اللاجئون، يبقى لديهم أملٌ في العودة إلى ديارهم، "التاريخ يعيد نفسه من جديد"، كما يقول أحد كبار السن في المخيم، مشيرًا إلى الأمل المستمر في العودة إلى فلسطين، رغم ما يمرون به من صعوبات في المخيمات، أحدهم يتذكر كيف كان يشعر بالانهيار العصبي عندما كان يسمع عن تدمير البيوت في غزة، ويجد نفسه في حالة نفسية مشابهة لما عاشه في فلسطين.
الذكريات والمشاهد المؤلمة التي حملها هؤلاء النازحون طوال عقود في الغربة، تبقى حية في عقولهم، ويأملون أن يأتي اليوم الذي يعودون فيه إلى وطنهم، ويعيشون تحت الزيتونات في أرضهم التي طالما حلموا بها.
لقد أصبحت ذكرى النكبة جزءًا لا يتجزأ من هوية الفلسطينيين، ووقودًا يحفزهم على الحفاظ على حلم العودة، مهما طال الزمن، ورغم معاناتهم المستمرة في الشتات، يبقى الأمل في العودة إلى فلسطين هو الحلم الذي لا يموت، مهما كانت الظروف.