مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

"اتصالات الجزائر": ريادة إقليمية في الأداء والبنية التحتية

نشر
الأمصار

تحوّلت "اتصالات الجزائر" إلى مرادف للأداء العالي في مجال الاتصالات، بفضل استراتيجية توسع طموحة وشاملة مدعومة بسياسة تسعير جريئة ومنافسة.

المتعامل التاريخي لم يكتفِ بتحديث بنيته التحتية، بل أعاد تعريف معايير الاتصال في منطقة شمال إفريقيا، متقدّمًا بفارق واضح على كل من المغرب وتونس.

وفي المشهد الرقمي الإقليمي، تبرز الجزائر كمحرّك فعلي للثورة التكنولوجية، مستندة إلى واقع ملموس بعيدًا عن الحملات الإعلانية المؤقتة: تعميم فعلي للإنترنت عالي السرعة.

 أرقام قياسية في الربط بالألياف البصرية

تجاوز عدد مشتركي الألياف البصرية إلى غاية المنزل (FTTH) في الجزائر 2.3 مليون مشترك، ما يكرّس ريادة "اتصالات الجزائر" على المستوى الإقليمي. النموذج الذي تتبعه الشركة يبرهن على إمكانية التوفيق بين الخدمة العمومية والنجاعة الاقتصادية.

تُظهر مقارنة معمّقة بين العروض والأسواق الإقليمية أن الجزائر حققت تقدمًا استراتيجيًا معتبرًا، مدعومًا بسياسة تحديث ممنهجة.

 من الـ ADSL إلى FTTH: تحول نوعي

نجاح "اتصالات الجزائر" لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة مباشرة لاستراتيجية وطنية لتحديث الشبكات تحت إشراف أعلى سلطات البلاد. فقد شكّل التحول المنهجي من تقنية الـ ADSL إلى شبكة الألياف البصرية الحديثة الرافعة الأساسية لهذا التقدم.

مع أكثر من 2.3 مليون منزل ومؤسسة متصلة بشبكة FTTH، تفوقت الجزائر بفارق واضح على جيرانها، حيث لا تزال الألياف البصرية في المغرب وتونس تمثّل نسبة ضئيلة من إجمالي الاتصالات الثابتة.

هذا التوسع لا يعكس فقط إنجازًا كميًا، بل يدل على تحول نوعي في الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة، ما يُعد ضرورة اقتصادية واجتماعية في عصر الاقتصاد الرقمي.

تسعير ذكي وجذاب: مفتاح النمو

من أبرز عناصر تميز "اتصالات الجزائر" هيكل التسعير الجريء الذي يجمع بين الجاذبية الاقتصادية والفعالية التشغيلية. من خلال توفير باقات تبدأ من 60 ميغابت في الثانية وتصل إلى 1.5 جيغابت، تستهدف الشركة كافة الشرائح من المستخدمين.

السعر الابتدائي لباقة 60 ميغابت يبلغ 2200 دج (حوالي 16.7 دولار)، وهو سعر لا يُضاهى مقارنة بما هو معمول به في المغرب أو تونس، إذ يصل متوسط التكلفة لكل ميغابت إلى ثلاثة أضعاف.

أما في فئة العروض الفاخرة، فالفارق صارخ: المستخدم المغربي يدفع قرابة 100 دولار مقابل 1 جيغابت، بينما يدفع الجزائري 31.8 دولار فقط لسرعة 1.5 جيغابت.

هذا التسعير المدروس يعزز الطلب، ويوسع قاعدة المشتركين، ويضمن عوائد مستدامة تمكّن "اتصالات الجزائر" من تمويل مشاريعها التوسعية دون المساس بجودة الخدمة.

موقع ريادي في المشهد الإقليمي

المقارنة مع المغرب وتونس تؤكد عمق الفجوة. ففي المغرب، رغم وجود نحو 2.5 مليون اتصال ثابت، لا تمثل الألياف البصرية سوى جزء محدود من السوق، وسط تنافس بين ثلاثة فاعلين وارتفاع ملحوظ في الأسعار.

أما تونس، فما تزال في مرحلة أولى من نشر الألياف، مع ما يقارب 100 ألف مشترك فقط، بفعل تحديات التمويل والتغطية الجغرافية.

في المقابل، استفادت الجزائر من تركيز الجهود من قبل فاعل واحد في قطاع الهاتف الثابت، ما مكّنها من بناء بنية تحتية صلبة ومتفوقة إقليميًا.

رؤية مستقبلية طموحة وتحديات مطروحة

لا تتوقف طموحات الجزائر عند ما تحقق، بل تهدف إلى تعميم شبكة الألياف البصرية بشكل كامل، واستبدال الشبكة النحاسية القديمة، وهو ما يمثل حجر الزاوية في رؤية رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي يشدّد على ضرورة توفير الألياف لكل بيت جزائري.

هذه الشبكة المتطورة ستكون قاعدة لانطلاق خدمات المستقبل: الصحة الإلكترونية، التعليم الرقمي، بث المحتوى عالي الدقة (8K)، الألعاب السحابية، وإنترنت الأشياء.

لكن الحفاظ على هذا الزخم يفرض مواجهة تحديين أساسيين:

1ضمان جودة الخدمة في جميع أنحاء البلاد، عبر استثمارات مستمرة في مراقبة الشبكة وتحسين خدمة الزبائن.
توسيع التغطية نحو المناطق الريفية والنائية، ما يعكس التزامًا بالتنمية المتوازنة والعدالة الرقمية.