رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أسرار الصراع الأمريكي الصيني في ساحل خليج غينيا

نشر
الأمصار

يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في ساحل خليج غينيا بسبب خطة صينية لإقامة قاعدة عسكرية بحرية في المحيط الأطلسي بغينيا الاستوائية؛ ما يؤشر على أن خليج غينيا سيكون محور التنافس الدولي بإفريقيا في السنوات القادمة.

أهمية  ساحل خليج غينيا

يحتل  ساحل خليج غينيا مكانة استراتيجية لكونه في الجزء الشمالي الشرقي من المحيط الأطلسي الاستوائي من "كيب لوبيز" في الغابون، شمالًا وغربًا إلى رأس النخيل في ليبيريا. 
ويمتد  ساحل خليج غينيا من السنغال إلى أنغولا، ويغطي ما يقرب من 6000 كيلومتر من الساحل. 

وبالتالي كان  ساحل خليج غينيا منطقة شحن مهمة لنقل النفط والغاز والبضائع من وإلى وسط وجنوب إفريقيا وأماكن أخرى.

 

وتضم منطقة خليج غينيا 17 دولة إفريقية من السنغال إلى أنغولا, وتتكون دول حوض الخليج من ليبيريا وساحل العاج وغانا وتوغو وبنين وغينيا كوناكري ونيجيريا والكاميرون وغينيا الاستوائية والغابون وساو تومي-برينسيبي وجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا.

 

وفيما يتعلق بالموارد الطبيعية؛ يتمتع خليج غينيا باحتياطات هائلة من الهيدروكربونات والمعادن (الماس والقصدير والكوبالت), وموارد سمكية جعلتْه أحد أغنى مناطق الصيد في العالم. ويمثّل الخليج 25 في المائة من الحركة البحرية الأفريقية ويحوي قرابة 20 ميناءًا تجاريًا.

 

وفي عام 2001 تأسست "لجنة خليج غينيا" بموجب المعاهدة الموقعة بين دول  ساحل خليج غينيا في ليبرفيل بدولة الغابون. وتضم اللجنة أنغولا وساو تومي-برينسيبي والغابون  وغينيا الاستوائية والكونغو ونيجيريا. وتهدف اللجنة إلى التعاون وتعزيز السلام والأمن لتحقيق التنمية المتناغمة للدول الأعضاء.

قاعدة بحرية في غينيا الإستوائية

فقد كشف تقرير حديث أن الصين تكثّف خططها لإنشاء قواعد بحرية في شرق وغرب القارة، وأنّ إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" اكتشفت هذه الخطة في العام الماضي مما أثار استياءها. وكانت النتيجة أن عزمت الولايات المتحدة الأمريكية بحث طرق اعتراض الخطة وعدم السماح للبحرية الصينية بتعزيز وجودها الإفريقي.

قد نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" في ديسمبر 2021 عن تقارير استخباراتية أمريكية سرية بأن الصين تعتزم إقامة قاعدة في ميناء "باتا" الواقع على الساحل الأطلسي لدولة غينيا الاستوائية الواقعة في وسط أفريقيا والتي يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني شخص فقط. 

ديون الكونغو برازافيل


لقد أعلن الرئيس الصيني "شي جين بينغ" في عام 2013م أن عشرات الدول وقَّعَت على مخطط الحزام والطريق.

 وتشمل هذه الدول 40 دولة من أصل 55 دولة إفريقيةٍ وقَّعَتْ -إلى جانب الاتحاد الإفريقي- مذكرات تفاهم مع بكين لتمويل وبناء الطرق السريعة الحديثة والمطارات والسكك الحديدية. وحاليًا يُعَدُّ تمويل الحكومة الصينية الدائن الرئيسي لثلاث دول بالقارة: جهورية (الكونغو برازافيل)، جيبوتي و زامبيا.

ترى "بيارل ريزبرغ" -الخبيرة الاقتصادية الأمريكية- أنه من الصعوبة تفكيك النتائج الاقتصادية الإيجابية لمبادرة الصين في "البلدان النامية" عن النتائج السلبية؛ بسبب طبيعتها المعقدة أيديولوجيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا.

لكن "يون صن" -مديرة مركز "ستيمسون"- أكّدتْ خلال جلسة استماع بالكونجرس الأمريكي حول استثمارات الصين في إفريقيا على "أن الطموحات الاستراتيجية للصين ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمشاركتها الاقتصادية في إفريقيا، وتعزّز بعضها بعضًا".