رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

سياسيون أردنيون: التصعيد الإيراني الإسرائيلي ناتج لعدم الاستجابة لنداءات مصر والأردن

نشر
الأمصار

أكد محللون سياسيون وخبراء من الأردن، أن ما شهدته وتشهده منطقة الشرق الأوسط من تصعيد خطير تمثل في الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل هو ناتج طبيعي وانعكاس لعدم تعاطي واستجابة المجتمع الدولي لنداءات القيادة المصرية ممثلة في الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والقيادة الأردنية ممثلة في ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، لضرورة العمل الدولي لتحقيق أفق سياسي وحل للقضية الفلسطينية المركزية.

وقال الخبراء الأردنيون -في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان- إن الأوضاع الحالية في منطقة الشرق الأوسط والتصعيد الإيراني الخطير يأتي في وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية أخطر وقت في مراحلها تواكبا مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، مؤكدين أن مصر والأردن دائما يشددان على ضرورة حلحلة القضية الفلسطينية عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشريف مع الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على القطاع.

التحذيرات المصرية الأردنية

وأوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الأردني الدكتور صلاح العبادي، أن الوضع في المنطقة حاليا خطير جدا، ويؤكد التحذيرات المصرية الأردنية المتكررة من توسيع دائرة الحرب على غزة في محيط الإقليم كله وهو ما يحدث حاليا، مؤكدا أن الحرب على قطاع غزة أصبحت ذريعة لدول إقليمية ودولية تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال العبادي، إن الرئيس السيسي وملك الأردن دائما في كافة المحافل الدولية يناديان بضرورة التحرك الدولي لوقف الحرب على القطاع والشروع الفوري في تحقيق أفق سياسي للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن غياب الأفق السياسي وانعدام الحلول بالنسبة للقضية المركزية للعرب يساهم في توفير أجواء توتر الوضع الإقليمي والدولي.

ولفت إلى أنه لا سبيل أمام المجتمع الدولي اليوم قبل الغد من التحرك نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مؤكدا أنه لا حلول سياسية ولا تحركات دولية بدون أن تكون مصر والأردن شريان الحياة لهذا الطريق السياسي الدولي إن وجد.

زعزعة الوضع في منطقة الشرق الأوسط

بدوره.. نوه أستاذ العلوم السياسية جامعة البترا الأردنية الدكتور قاسم العمرو، إلى أن ما حدث بالأمس من هجوم إيراني يمثل تحولا في المشهد الأمني بالمنطقة، ويحمل مخاطر كبيرة في المستقبل لأنه لم يحقق أهدافا واضحة بل سعى فقط إلى زعزعة الوضع في منطقة الشرق الأوسط لتحقيق مصالح شخصية، مؤكدا أن الحلول الأمنية لن تحقق أمنا ولا استقرارا ولا حلا للقضية الفلسطينية طالما لم يكن موجها من قبل الشعب الفلسطيني ذاته ضد الاحتلال وليس لمجرد استعراض للقوة دون نتائج على أرض الواقع.

وشدد العمرو، على أن نداءات مصر والأردن لتحقيق السلام الشامل والعادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال ووقف الحرب على قطاع غزة فورا وإيصال المساعدات هى السبيل الوحيد لوقف العنف بالمنطقة وعدم توتر الأوضاع، مؤكدا أن الموقف المصري والأردني واضح ومنذ اللحظة الأولى للحرب بل وقبل 7 أكتوبر، وأن استمرار الاحتلال وانسداد الأفق السياسي للقضية الفلسطينية هو المغزي الحقيقي للعنف ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع.

ودعا أستاذ العلوم السياسية جامعة البترا الأردنية، المجتمع الدولي والدول الفاعلة ومن يناصرون الحقوق والسلام والإنسانية بالدفع مع مصر والأردن نحو تنظيم مؤتمر دولي ملزم للسلام لجميع الأطراف وبضمانة دولية قادرة على إنفاذ إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة قبل فوات الأوان، مشيرا إلى أن الساعات الماضية كشفت مما لا شك فيه أن الأمور إذا خرجت عن السيطرة ستكون الانعكاسات المدمرة على الجميع.

تداعيات حرب غزة

من جهته.. قال مدير تحرير صحيفة الغد الأردنية محمود الطراونة، إن تداعيات حرب غزة والتي حذر منها العاهل الأردني والرئيس السيسي باتت واضحة للجميع وعلى المجتمع الدولي أن يستفيق من غفلته ويسعى لإنهاء الحرب ووقف التصعيد في المنطقة، مؤكدا أن ما حدث في المنطقة خلال الساعات الماضية يؤكد أننا أمام تحدٍ كبير استمراره سيعقد الأمور ويجعل من الحلول غير الممكن.

وأضاف الطراونة، أن تطورات الأوضاع في المنطقة انعكاس حقيقي لغياب الحلول السياسية وعدم التحرك الدولي الفعال لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية، مؤكدا أن الأوضاع الراهنة تمثل دفعة قوية نحو تحقيق أفق سياسي حقيقي لكافة أزمات المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

وأوضح أن تحذيرات ملك الأردن خلال جولاته الخارجية ولقاءاته الداخلية، وأيضا ما ينادي به ويبذله من مجهودات كبيرة الرئيس السيسي والحديث الدائم عن الدولة الفلسطينية يمثلان طوق نجاة فوريا وفاعلا لإنقاذ المنطقة والعالم من حروب لا يحمد عقبها على الجميع، مطالبا المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة بالتخلي الفعلي عن أطماع إسرائيل ودول إقليمية في منطقة الشرق الأوسط لتحقيق أجندات وأهداف يرفضها الشارع العربي.