رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

فيديوجراف.. «تاريخ الحيوانات في الجاسوسية» قطط وكلاب وغربان ودلافين

نشر
الأمصار

- احتلت الطيور لفترة طويلة موقعا أساسيا في برنامج الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" الهادف إلى تدريب الحيوانات لمساعدتها على التغلب على الاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة.

- في مطلع 1974 كان الغراب "دودا" الأول في صف التجسس لكن خلال الاختبار الأقسى في تدريبه اختفى هذا الغراب بعدما هزمه اثنان من نوعه.

- استخدامت القطط كأدوات تنصت نقالة وحاولت زرع أجهزة في دماغ كلاب لمعرفة إن كان التحكم بها عن بعد ممكنا لكنها فشلت.

- وتركزت جهودها على الدلافين التي دربت لتصبح قادرة على التجسس وكان مشروعا "أوكسيجاز" و"شيريلوجي" يسعيان إلى معرفة إن كانت الدلافين قادرة على الحلول محل الغواصين ولكن فشلت أيضًا.

- وحاولت الوكالة تدريب طيور حمام واستعانت بالعلماء لتدريبها على التجسس وكانت ترى هذه الطيور على أنها "مجسات حية" تحمل في جسمها، من خلال الأكل الذي تقتاته، المواد التي يختبرها الروس.

- مطلع السبعينيات توجهت الوكالة إلى الجوارح والغربان أملا في تدريبها على مهمات وفي إطار مشروع "أكسيولايت" إلا أن المهمة كانت معقدة.

- واحتل الحمام حيزا كبيرا أيضا في البرنامج، خاصة أن هذه الطيور تُستخدم منذ آلاف السنين لنقل الرسائل، إلا أن نتائج التدريبات أتت متفاوتة.

«تاريخ الحيوانات في الجاسوسية».. قطط وكلاب وغربان ودلفين

نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عشرات الملفات بشأن الاختبارات التي امتدت على عقد من الزمن وشملت القطط والكلاب والدلافين.

واحتلت الطيور لفترة طويلة موقعا أساسيا في برنامج الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" الهادف إلى تدريب الحيوانات في الجاسوسية؛ لمساعدة واشنطن على التغلب على الاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة.

وفي مطلع 1974، كان الغراب "دودا" الأول في صف التجسس، ومستعدا ليصبح عميلا كبيرا للاستخبارات المركزية الأمريكية، وكان أداؤه يتحسن عندما يكون تحت الضغط، ويقدر على حمل ثقل أكبر من الآخرين والإفلات من مطارديه، لكن خلال الاختبار الأقسى في تدريبه اختفى هذا الغراب بعدما هزمه اثنان من نوعه.

ونشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية النافذة جدا، عشرات الملفات حول هذه الاختبارات التي امتدت على عقد من الزمن، وشملت القطط والكلاب والدلافين وشتى أنواع الطيور.

«تاريخ الحيوانات في الجاسوسية».. استخدام القطط والكلاب

وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تدرس الطريقة التي يمكن فيها استخدام القطط كأدوات تنصت نقالة، وحاولت أيضا زرع أجهزة في دماغ كلاب لمعرفة إن كان التحكم بها عن بعد ممكنا، إلا أن كل هذه المحاولات لم تفض إلى نتيجة.

لكن الجهود تركزت خصوصا على الدلافين التي دربت لتصبح قادرة على التخريب ربما، والتجسس على تطوير الاتحاد السوفياتي لأسطول من الغواصات النووية التي كانت تشكل ربما أكبر تهديد للسلطة الأمريكية في منتصف الستينيات.

وكان مشروعا "أوكسيجاز" و"شيريلوجي" يسعيان إلى معرفة إن كانت الدلافين قادرة على الحلول محل الغواصين لوضع متفجرات على سفن راسية أو مبحرة، والتوغل في مرافئ سوفياتية لترك أجهزة تنصت سمعي أو أدوات رصد صواريخ، أو حتى السباحة بموازاة غواصات لتسجيل الأصوات الصادرة عنها، وقد تم التخلي عن هذه البرامج أيضا.

«تاريخ الحيوانات في الجاسوسية».. الطيور مجسات حية

وحاولت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تدريب طيور حمام لالتقاط صور في حوض بناء غواصات نووية سوفياتية، إلا أن مسؤولي الاستخبارات تحمسوا على القدرات التي قد تتيحها الطيور من حمام ونسور وبوم وغربان وبعض الطيور المهاجرة أيضا.

وللاهتمام بذلك، استعانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بعلماء طيور لمعرفة تلك التي تمضي جزءا من السنة في منطقة واقعة جنوب شرق موسكو حول مدينة شيخاني، إذ كان يملك السوفيات مصانع أسلحة كيميائية.

وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ترى هذه الطيور على أنها "مجسات حية" تحمل في جسمها، من خلال الأكل الذي تقتاته، المواد التي يختبرها الروس.

مطلع السبعينيات توجهت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، إلى الجوارح والغربان أملا في تدريبها على مهمات، مثل وضع جهاز تسجيل على حافة نافذة.

وفي إطار مشروع "أكسيولايت"، كان خبراء على جزيرة في جنوب كاليفورنيا يدربون طيورا على التحليق لكيلومترات فوق المياه، وعندما كان أحد هذه الطيور يبلي بلاء حسنا يُختار لإدخاله سرا إلى الأراضي السوفياتية؛ ليطلق فيها مع تجهيزه بكاميرا لالتقاط صور والعودة بها، إلا أن المهمة كانت معقدة، فالببغاوات كانت ذكية، إلا أنها بطيئة جدا لتجنب هجمات طيور أخرى، ونفق نسران جراء المرض.

وعلق الخبراء آمالا كبرى على الغراب "دودا"، فهو يتمتع بقدرة تحمل كبيرة و"نجم المشروع"، على ما كتب أحد العلماء، إذ كان قادرا على معرفة الارتفاع الصحيح والرياح المؤاتية، وكان حذقا في تجنب هجمات الطيور الأخرى.

إلا أن جلسة التدريب في 19 يونيو 1978 لم تنته على خير، إذ هاجمته غربان أخرى واختفى من غير رجعة، ما شكل نكسة للعلماء.

«تاريخ الحيوانات في الجاسوسية».. حمام في لنينجراد

واحتل الحمام حيزا كبيرا أيضا في البرنامج، خاصة أن هذه الطيور تُستخدم منذ آلاف السنين لنقل الرسائل، ومن ثم خلال الحرب العالمية الأولى لالتقاط صور.

وكانت وكالة "سي آي إيه" تملك آلاف طيور الحمام وتدربها على الأراضي الأمريكية بتجهيزها بكاميرات.

وحددت الهدف لها وهى أحواض بناء السفن في لنينجراد "سان بطرسبورج راهنا"، إذ كان السوفيات يبنون غواصاتهم النووية، إلا أن نتائج التدريبات أتت متفاوتة، إذ فر بعض الحمام مع كاميرات مكلفة جدا ولم يعد.

ولا توضح الوثائق المنشورة إن كانت عملية لنينجراد نفذت أم لا، لكن تقريرا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يعود للعام 1978 يشير بوضوح إلى أن أسئلة كثيرة كانت تطرح حول إمكانية الاعتماد على الطيور.