رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

105 يوم على بدء الحرب.. موت ودمار وجوع وأمراض في غزة

نشر
الأمصار

بلغت الحرب الدائرة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل يومها  الـ105 فيما تبدو دولة الاحتلال مصممة على تحقيق أهدافها. 

واندلعت شرارة الحرب بعد الهجوم المباغت الذي شنته الحركة الفلسطينية على بلدات في جنوب إسرائيل مما أطلق حملة عسكرية إسرائيلية عنيفة سقط فيها ما يقرب من 24 ألف قتيل فلسطيني. 

ودخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ105، الجمعة، وسط أزمة إنسانية خطيرة، فقد بدأ شبح المجاعة يلوح فوق القطاع المحاصر والمكتظ بالسكان.

فيما حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من جسامة الدمار والموت. وقال رئيس الوكالة فيليب لازاريني الذي يزور المنطقة الساحلية، إن "جسامة الموت والدمار والتهجير والجوع والخسارة والحزن في الأيام المئة الماضية تلطخ إنسانيتنا المشتركة".

انتشار الأمراض

كما أكد أن جيلا كاملا من أطفال غزة يعاني من "صدمة نفسية"، والأمراض مستمرة في الانتشار، و"المجاعة" تلوح في الأفق.

فيما تحولت أغلب مناطق غزة إلى بؤر رمادية يعلوها ركام الأبنية المنهارة. فقد أدت الغارات الإسرائيلية إلى دمار ثلثي الأبنية والبيوت في غزة بشكل تام أم جزئي، وفق تقديرات فلسطينية أولية.

كما نزح أكثر من 80% من سكان القطاع إلى الجنوب، حيث تكدسوا في مخيمات غير مؤهلة أو حتى في الحدائق والطرقات والشوارع.

إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1,9 مليون شخص أو نحو 85% من السكان، اضطروا إلى مغادرة منازلهم. ولجأ كثيرون إلى رفح أو إلى مناطق أخرى في جنوب هذه المنطقة الصغيرة، بينما كررت وزارة الصحة المحلية أنها لا تملك بنية تحتية لاستيعابهم.

أما المستشفيات في غزة فتوقف العديد منها عن العمل. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن أقل من نصف المستشفيات في القطاع تعمل جزئيا فقط.

"لن يوقفنا أحد"

بالتزامن مع تلك الأزمة الإنسانية الكبيرة، يتواصل التقييد الإسرائيلي لدخول المساعدات إلى غزة، عبر محور رفح المحاذي لمصر، على الرغم من كافة المناشدات الأممية.

كما تتزايد المخاوف من اشتعال المنطقة برمتها وتوسع الصراع، لاسيما بعد الضربات الأميركية البريطانية المشتركة ضد الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران الذين يضاعفون هجماتهم في البحر الأحمر ضد السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، تضامناً مع غزة.

كذلك يستمر التوتر على الحدود مع لبنان شمال إسرائيل، ويتواصل تبادل إطلاق النار بين حزب الله اللبناني الداعم لحركة حماس، والقوات الإسرائيلية بشكل شبه يومي منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وتم إجلاء عشرات آلاف السكان من المنطقة الواقعة على جانبي هذه الحدود في بداية النزاع.

إلا أن إسرائيل تتمسك بمواصلة الحرب. فقد شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي في تل أبيب أمس على أن أحداً لم يوقف بلاده "لا لاهاي ولا محور الشر، ولا أي شخص آخر"، في إشارة إلى دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، التي اتهمت إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة.

وكشفت صحيفة “البوبليكو” الإسبانية، عن نقص الغذاء بقطاع غزة مبينة أن العقاب الجماعي على غزة، حيث يعيش سكان القطاع وضعا مأساويا بسبب نقص الغذاء. وتقيد إسرائيل مرور المساعدات، ولا يكاد يوجد دقيق لصنع الخبز.

نقص المواد الغذائية

وأضافت الصحيفة في تقريرها، عن نقص الغذاء بقطاع غزة  أن هناك بالفعل عشرات الآلاف من سكان غزة غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، وخاصة في الشمال، حيث تحرمهم القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح الحدودي من الإمدادات الأساسية.

وأضافت الصحيفة، أنه يلوح شبح عن نقص الغذاء بقطاع غزة  فوق أراضي القطاع المحاصر، الذي يواجه حصارا كاملا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي. وقد تسبب ذلك في معاناة كبيرة للسكان، تفاقمت بسبب استمرار القصف العشوائي. وتمنع القيود التي تفرضها القوات الإسرائيلية دخول البضائع أو المساعدات، ولا تصل إلى الصليب الأحمر سوى إمدادات محدودة.

ويواجه سكان غزة، وخاصة سكان الشمال، عن نقص الغذاء بقطاع غزة  ونقصا في دقيق القمح المستخدم في الخبز، وتقول منى نصار، 28 عاماً مع ثلاثة أطفال، لا شيء يشبع جوعها إلا الخبز، ولكن لم يعد هناك دقيق لخبزها: “حياتنا الآن تعتمد على الحصول على الدقيق والمساعدات الغذائية”.

وأضافت نصار بحزن عن نقص الغذاء بقطاع غزة  قائلة: "الأطفال جائعون دائمًا، وأقسم بالله منذ شهرين لم نتمكن من توفير الطحين لهم، ليس لدينا سوى الأرز، وقد أصبح باهظ الثمن”، مستكملة: “بقيت عاجزة أمام أطفالي، لا أعرف ماذا أفعل وهم جياع، أتمنى أن تنتهي الحرب اليوم، أو أن يأتي الموت بدلاً من هذه الحياة المذلة”.