رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

غزة من حصار إلى احتلال.. الدائرة تضيق على الفلسطينيين

نشر
حدود غزة
حدود غزة

قبل عملية "طوفان الأقصى" في الـ7 من أكتوبر الماضي، وهي العملية العسكرية بامتياز والتي وصفها جميع الخبراء والسياسيين على أنها عملية عسكرية وجهت صفعات للجانب الإسرائيلي وكشفت العوار والانقسامات الداخلية في إسرائيل، إلا أن قبل ساعات قليلة من هذه العملية كانت غزة محاصرة فقط من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي من الجانب الشمالي، إلا أن هذه العملية مكنت إسرائيل مرة أخرى من غزة.

عملية "طوفان الأقصى" وحرب غزة

كل حرب في غزة تأخذ من الحق الفلسطيني، والحديث الدائر الآن أنه وبعد انتهاء هذه الحرب وبعد أن كانت غزة محاصرة فقط أصبح الاحتلال الإسرائيلي يدهس الأراضي والمنازل بدبابته في شمال قطاع غزة وسيطر على عدد من المقرات والأبنية الحكومية بجانب المستشفيات، إذ أن أخر هذه المستشفيات التي دخلها الاحتلال الإسرائيلي هي مستشفى تاريخها أقدم من تاريخ الاحتلال الإسرائيلي نفسه، حيث إنه الآن يسيطر على أبنية من مجمع الشفاء الطبي الذي تم بناءه عام 1946.

 

 

تحدث إحد الإعلاميين أمس على أنه وبعد هذه الحرب سيكون هناك تفاوض بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي بوساطة من عدد من الدول الكبرى للعودة على حدود 7 أكتوبر، وبعد أن كان الجميع يبحث عن حل الدولتين على أساس وحدود 67 سنعود إلى التفاوض على ما كنا على أرضه منذ أقل من 40 يومًا.

 

وبالنظر إلى ما قبل حرب 2008 كان هناك حق أكبر للجانب الفلسطيني إلا أن الحق انكمش، ونرصد لكم ما نشرته "وفا":

نتائج الحرب على قطاع غزة

كانت نتائج الحرب على غزة مدمرة على مختلف الأصعدة سواء كانت الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية المادية أو البشرية:

أولاً: أسفرت الحرب على غزة عن سقوط (1410) شهيداً، منهم(355) طفلاً و(240) امرأة (134) شرطياً و(1032) من المدنين و(18) نتيجة عمليات اغتيال، وبلغ عدد المصابين (5380)، منهم (1872) طفلاً و)800) امرأة.

ثانياً: ألحقت الحرب دماراً شاملاً بالبنى التحتية في مختلف أنحاء القطاع؛ بسبب عمليات القصف العنيف والمتواصل على مدار الساعة طول فترة الحرب، حيث دمرت 50 % من شبكات المياه، و55 % من شبكات الكهرباء

ثالثاً: دمرت الحرب (11122) منزلاً، منها (2627) دماراً كلياً و(8495) دماراً جزئياً؛ ما أدى إلى تشريد سكانها وتشتتهم بين منازل الأقرباء أو الأصدقاء، أو اللجوء إلى المدارس، أو إنشاء خيام على أنقاض المنازل.

رابعاً: تدمير(581) مؤسسة عامة، منها (149) دمرت تدميراً كلياً و(432) جزئياً، (31) مقراً لمنظمات غير حكومية، و(53) مؤسسة تابعة للأمم المتحدة، و(60) مؤسسة صحية، بما في ذلك (15) مستشفى طالها القصف، وتدمير 29 سيارة إسعاف.

خامساً: توقفت (3900) منشأة صناعية عن العمل، وفقد أكثر من (40) ألف شخص وظائفهم في القطاع الزراعي، و(90) ألف شخص لوظائفهم في قطاعات مختلفة، مما رفع نسبة الفقر في قطاع غزة إلى (79) في المائة، ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة (88) في المائة من مجمل سكان قطاع غزة، قدموا طلبات للحصول على مساعدات غذائية.

سادساً: ألحقت الحرب دماراً واسعاً بالمزروعات، حيث اقتلعت (396599) شجرة مثمرة و(51699) شجرة غير مثمرة، وأتلفت (999.785) دونماً من الخضراوات.

سابعاً: تدمير (695) منشأة تجارية، منها (165) مؤسسة دمرت تدميراً كلياً و(528) جزئياً.

ثامناً: تدمير (650) مركبة، منها (334)مركبة دمرت تدميراً كلياً و(316) جزئياً.

سابعاً: نتيجة الدمار الذي لحق بمختلف القطاعات واستمرار الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.

 تفاقمت الأزمة الاقتصادية؛ وبالتالي تحمل السلطة الوطنية الفلسطينية المزيد من الأعباء المالية؛ باعتبارها المسؤولة عن إدارة شؤون الفلسطينيين في جميع محافظات الوطن في الضفة والقطاع.

ثامناً: اتساع دائرة التدخل الإسرائيلي في المنطقة؛ بعد توقيع اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية تعطي إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة ودول حلف الأطلسي، حرية تفتيش أي قطعة بحرية بذريعة منع وصول الأسلحة إلى قطاع غزة.

تاسعاً: أدت الحرب إلى تعميق الإنقسام الفلسطيني الداخلي، حيث ظهرت مشاكل وتعقيدات جديدة في العلاقات الفلسطينية الفلسطينية، كالمسؤولية عن تسلم أموال إعادة الإعمار والإشراف على العملية، والإشراف على معبر رفح، إضافةً للحملات الإعلامية المتبادلة.

عاشراً: أظهرت الحرب حجم الانقسام العربي، حيث غابت المواقف الموحدة، واختلفت الآراء تجاه كيفية الخروج من الأزمة.

وعقب الإطلاع على نتائج حرب غزة 2008، وما قبل هذه الحرب، اتجزء أكبر للحقوق الفلسطينية، وتم السيطرة بشكل أكبر على قطاع غزة، واتساع السيطرة والتدخل الإسرائيلي الأكبر، ليعود الحديث بعد انتهاء هذه الحرب إلى أنه سيكون هناك سيطرة أكبر، بحسب ما أفاد به الإعلامي إبراهيم عيسى.

واشتعل "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، بعدما شنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، صباح السبت 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هجومًا قويًا غير مسبوق على إسرائيل جوًا وبحرًا وبرًا، أسفر عن مقتل 900 قتيل و2500 جريح إسرائيلي.

وبدأ هجوم "حماس" القوي، نحو الساعة السادسة والنصف صباح السبت (التوقيت المحلي)، بإطلاق عدد كبير من الصواريخ على جنوب إسرائيل تسبب في دوي صفارات الإنذار، وأشارت حماس إلى أنها أطلقت نحو خمسة آلاف صاروخ، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن العدد لا يتجاوز 2500 صاروخ، ولم يكن الهدف الرئيس من الهجوم الصاروخي للحركة، كما بدا لاحقًا، إلا التغطية على هجوم أوسع وأكثر تعقيدًا، نجح من خلاله نحو ألف مقاتل من مقاتلي حركة حماس، وحركات أخرى متحالفة معها، في اجتياز الحواجز الأمنية إلى داخل الأراضي والمستوطنات الإسرائيلية عبر الجو والبحر والبر، في فشل أمني واستخباراتي واسع لم تشهده إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973.