رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أفغانستان… بين الانسحاب الأمريكي وتدهور للاقتصاد وهروب رئيسها إلى بؤر إرهابية

نشر
افغانستان
افغانستان

أفغانستان هي دولة حبيسة تقع في آسيا الوسطى، ورسميًّا أصبحت إمارة أفغانستان الإسلامية، حيث تقع كل من طاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان من الشمال وإيران من الغرب والصين من الشرق، وباكستان من الجنوب.

ومعنى كلمة أفغانستان هو أرض الأفغان، وتعتبر إحدى نقاط الاتصال القديمة لطريق الحرير والهجرات البشرية السابقة.

وتلك الدولة ذات الموقع جيوإستراتيجي تربط شرق وغرب وجنوب ووسط آسيا، وهي موطن لكثير من الأمم القديمة والحديثة خلال العصور المتتالية، وكانت المنطقة هدفا لكثير من الشعوب الغازية والفاتحين منذ القدم، منذ عهد الإغريق تحت حكم الإسكندر الأكبر، ومرورا بالفتوحات الإسلامية وحكم المغول وغيرهم.

وكانت أفغانستان منبع للعديد من الممالك، مثل مملكة باكتريا الإغريقية والكوشانيون والهياطلة والصفاريون السامانيون والغزنويون التيموريون، وممالك أخرى ظهرت في أفغانستان فشكلت دولًا عظمى هيمنت على جيرانها من الممالك الأخرى.

الأفغان بهذا المصطلح شعب معروف في التاريخ الإسلامي من الشعوب الآرية، هم أخوة الفرس والكرد والطاجيك، ولقد ذكرهم عدد كبير من المؤرخين، ووصفهم الرحالة ابن بطوطة بالقوة والبأس الشديد، عند زيارته لمدينة كابل وما جاورها.

 

الاحتلال في أفغانستان
مع أواخر سبعينيات القرن العشرين عاشت أفغانستان تجربة مريرة من الحرب الأهلية الأفغانية تخللها احتلال أجنبي عام 1979 تمثل في الغزو السوفيتي، تلاه الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001.

 

الحرب الأمريكية في أفغانستان
هو صراع دار في أفغانستان من سنة (2001 إلى 2021)، بدأ بغزو الولايات المتحدة وحلفائها، في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وقد أطاح الغزو بإمارة أفغانستان الإسلامية التي تحكمها طالبان لحرمان القاعدة من ملجأ آمن للعمليات في البلاد في معظم فترات الحرب، كان القتال بين متمردي طالبان وبين حلف شمال الأطلسي والقوات المسلحة الأفغانية. استعادت حركة طالبان السلطة بعد 19 عامًا و 8 أشهر بعد هزيمة القوات المسلحة الأفغانية عقب انسحاب معظم قوات الناتو.

في أعقاب هجمات 11 سبتمبر في 2001، طالب جورج دبليو بوش حركة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان آنذاك؛ بتسليم أسامة بن لادن. فرفضت طالبان تسليمه ما لم تُقدَّم أدلة وثيقة على علاقته بالهجمات، ومن جانبها رفضت الولايات المتحدة تقديم أي أدلة. وفي 7 أكتوبر 2001 شن الجيش الأمريكي عملية الحرية الدائمة بالتعاون مع المملكة المتحدة ؛وزعمت إدارة بوش أن سيادة أفغانستان مجرد «سيادة انتقائية»، وأن التدخل كان ضروريًّا

بعد مقتل أسامة بن لادن في 2011، بدأ قادة الناتو استراتيجية خروج قواتهم في 28 ديسمبر 2014، أنهى الناتو رسميًا عمليات قوات المساعدة الدولية لارساء الامن في أفغانستان (إيساف)، ونقل الأمن بشكل رسمي المسؤولية للحكومة الأفغانية.

وعندما لم تتمكن من اجتثاث طالبان بالوسائل العسكرية، لجأت قوات التحالف إلى الدبلوماسية لإنهاء الصراع. ففي 29 فبراير 2020، وقعت الولايات المتحدة وطالبان اتفاق سلام مشروط في الدوحة والذي يتطلب انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في غضون 14 شهرًا طالما تعاونت طالبان مع شروط الاتفاقية «بعدم السماح لأي من أعضائها سواءًا أفراد أو جماعات بما في ذلك القاعدة باستخدام أراضي أفغانستان لتهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها».

 

الأنسحاب الأمريكي من أفغانستان
بعد أن تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن، قام بتغيير تاريخ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان من 1 مايو 2021 إلى 11 سبتمبر
وقبل أن يقدم الموعد إلى 31 أغسطس. شنت طالبان بعد انتهاء الموعد النهائي الأصلي وتزامنًا مع انسحاب القوات، هجومًا واسعًا استولوا فيه على معظم أفغانستان.
في يوم 15 أغسطس استطاعت حركة طالبان السيطرة على العاصمة كابل. وفي نفس اليوم فر رئيس أفغانستان أشرف غني من البلاد، فأعلنت طالبان النصر وانتهاء الحرب، وأعلنت عن عودة وشيكة لإمارة أفغانستان الإسلامية.
في 16 أغسطس أكد بايدن استيلاء طالبان، وغادرت آخر طائرة عسكرية أمريكية أفغانستان يوم 30 أغسطس، منهية 20 عامًا من الوجود العسكري الغربي في البلاد.

 

خسائر الحرب
وفقا لمشروع تكاليف الحرب في جامعة براون، فإن الحرب قتلت 176 ألف شخص في أفغانستان. 46319 مدنياً و 69095 عسكرياً وشرطياً، وما لا يقل عن 52893 مقاتلاً من طالبان. ووفقًا للأمم المتحدة، عاد بعد غزو 2001 أكثر من 5.7 مليون لاجئ سابق إلى أفغانستان. ولكن بعد تجدد هجوم طالبان 2021، ظل 2.6 مليون أفغاني لاجئًا أو فر إلى باكستان وإيران، ولايزال هناك 4 ملايين أفغاني نازحين داخل البلاد. وفي 7 سبتمبر أعلنت حركة طالبان حكومة مؤقتة، وأن محمد حسن أخوند رئيسًا للوزراء

 

الوضع الحالي في أفغانستان
ومن بعد استلاء حركة طالبان على أفغانستان وقيامها بتشكيل حكومة انتقالية؛ يخشى العديد من الدول من تحول أفغانستان لبلد حاضنة للإرهابيين المتطرفين.
وعلى الرغم من التدابير الحالية التي تتخذها طالبان فإن الوضع الاقتصادي في أفغانستان صعبا للغاية، ويرجع ذلك نوعا ما إلى أن طالبان لا يمكنها الوصول إلا إلى 0.1% من الاحتياطيات الأجنبية لأفغانستان (9.4 مليار دولار)، حيث يتم تجميد جزء كبير منها بواسطة الولايات المتحدة،كما تواجه كابل خطر انقطاع التيار الكهربائي.