حريق مدمر يجتاح أويتا اليابانية ويدمر أكثر من 170 مبنى
شهدت مدينة أويتا اليابانية، الواقعة في جنوب غرب البلاد، كارثة واسعة النطاق بعد اندلاع حريق هائل اجتاح حيًّا سكنيًّا مكتظًا، متسببًا في تدمير أكثر من 170 مبنى وإجلاء عشرات السكان، في واحدة من أكبر الحوادث التي شهدتها المنطقة خلال الأعوام الأخيرة.
وبحسب ما نقلته وكالة أنباء كيودو اليابانية، فإن الحريق بدأ مساء أمس في حي ميناء ساجانوسيكي بمدينة أويتا، حيث اضطرت السلطات المحلية إلى إجلاء نحو 180 شخصًا بشكل مؤقت حفاظًا على حياتهم، بينما تتواصل التحقيقات لتحديد هوية رجل يبلغ من العمر 76 عامًا تم العثور على جثته داخل المنطقة التي التهمتها النيران.
تدخل قوات الدفاع الذاتي اليابانية لإنقاذ الموقف
ومع تزايد انتشار الحريق واتساع نطاقه، طلبت حكومة محافظة أويتا تدخل قوات الدفاع الذاتي اليابانية للمشاركة في عمليات الإطفاء والسيطرة على النيران، خاصة بعد وصولها إلى إحدى المناطق الغابية المجاورة. وقد أتلفت النيران قرابة 48 ألفًا و900 متر مربع من المساحات الخضراء، ما ضاعف من خطورة الوضع وتحديات احتوائه.
وأكد عمدة مدينة أويتا، شينيا آداشي، أن الجهود المشتركة لقوات الإطفاء والدفاع الذاتي والسلطات المحلية أسهمت في منع توسع الحريق إلى مناطق إضافية، مشيرًا إلى أن الوضع — رغم خطورته — يبدو تحت السيطرة ولا يُتوقع أن تحدث خسائر تقدمية جديدة.

وبالتوازي مع العمليات الميدانية، أعلنت الحكومة المركزية اليابانية في طوكيو عن إنشاء مركز تنسيق للطوارئ داخل مكتب رئيس الوزراء، لمتابعة تطورات الحريق وتقديم الدعم اللازم للسلطات المحلية في أويتا.
وتعهدت رئيسة الوزراء اليابانية، سناي تاكايشي، بتقديم “أقصى درجات الدعم” للمحافظة وللسكان المتضررين، مؤكدة أن الحكومة ستعمل جنبًا إلى جنب مع الأجهزة المختصة للتعامل مع آثار الكارثة وإعادة الخدمات الحيوية في أسرع وقت ممكن.
وفي سياق التأثيرات المباشرة للحريق، أعلنت شركة كهرباء كيوشو اليابانية انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 350 منزلًا داخل المنطقة المتضررة، فيما بدأت الشركة إجراءات عاجلة لإصلاح الأعطال وإعادة الخدمة تدريجيًا.
من جانبها، أوضحت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية أن المنطقة كانت قد شهدت أمس صدور تحذير من رياح قوية، وهو ما ساعد في انتشار الحريق بسرعة كبيرة بين المباني الخشبية الكثيفة داخل الحي السكني. وحذرت الهيئة من إمكانية استمرار الرياح المتقلبة، داعية فرق الإنقاذ إلى اتخاذ أعلى درجات الحذر خلال عملهم.
ويواصل رجال الإطفاء بالدعم من قوات الدفاع الذاتي جهودهم المكثفة لإخماد النيران بشكل كامل، وسط عمليات تقييم أولي للأضرار التي خلفت خسائر مادية جسيمة، بالإضافة إلى وفاة شخص واحد وفقدان عدد من المنازل والمحال التجارية.
وتبقى مدينة أويتا في حالة استنفار بانتظار اكتمال السيطرة على الحريق وبدء مرحلة إعادة الإعمار وتقديم الدعم للمتضررين.