الصين وروسيا تؤكدان المضي نحو تعاون شامل لتعزيز المصالح المشتركة

أكدت الصين وروسيا، اليوم الإثنين، عزمهما المضي قدماً في تعميق التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، بما يعزز مصالحهما التنموية والأمنية المشتركة، ويعكس متانة الشراكة الاستراتيجية بين بكين وموسكو في ظل التغيرات الجيوسياسية العالمية.

وجاء ذلك خلال الاجتماع الدوري الثلاثين بين رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ ورئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، الذي استضافته مدينة هانجتشو الصينية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا). ويُعد هذا الاجتماع آلية أساسية تم إطلاقها منذ عام 1996 لتنفيذ التفاهمات بين قيادتي البلدين وتعزيز العلاقات في المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وخلال كلمته، شدد لي تشيانغ على استعداد الصين لتعميق التعاون مع روسيا في جميع المجالات، انطلاقاً من التوافقات التي تم التوصل إليها بين الرئيس شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً أن البلدين ماضيان في تعزيز التواصل الاستراتيجي والدعم المتبادل لمصالحهما الأمنية والتنموية.

وأشار المسؤول الصيني إلى أن بلاده تعمل في إطار الخطة الخمسية الخامسة عشرة، التي أقرها الحزب الشيوعي الشهر الماضي، على رسم ملامح التنمية خلال السنوات المقبلة، مؤكداً أن روسيا تُعد شريكاً محورياً في تنفيذ أهداف الصين التنموية والاقتصادية على المدى الطويل.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الروسي ميشوستين أن العلاقات بين موسكو وبكين بلغت "أعلى مستوياتها التاريخية"، معبّراً عن تطلع بلاده لتعزيز التبادلات رفيعة المستوى في إطار العام الثقافي الروسي – الصيني، وتوسيع آفاق التعاون في مجالات الطاقة، النقل، الاستثمار، الزراعة، الثقافة، والتقنيات الرقمية.

وشدد ميشوستين على أهمية استمرار التنسيق المشترك في القضايا الدولية، مشيراً إلى أن الشراكة بين البلدين أصبحت نموذجاً للتعاون القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بعيداً عن الهيمنة الأحادية في النظام العالمي.

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون ضمن المنظمات الإقليمية والدولية مثل منظمة شنغهاي للتعاون، والبريكس، والأمم المتحدة، والعمل المشترك من أجل بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر توازناً وعدالة، إلى جانب دعم العولمة الاقتصادية الشاملة.

كما اتفق الطرفان على تسهيل حركة الأفراد عبر الإعفاء المتبادل من التأشيرات، وتحفيز التنمية المشتركة في قطاعات السياحة والتجارة واقتصادات المدن الحدودية، إضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات الجمارك والملاحة عبر الأقمار الصناعية.

واختُتم الاجتماع بتوقيع بيان مشترك وعدة اتفاقيات تعاون، ما يعكس التوجه المتصاعد نحو بناء محور استراتيجي قوي بين بكين وموسكو، يعزز حضورهما المشترك في النظام الدولي المتغير.