الدفاع الروسية: إسقاط 22 طائرة أوكرانية مسيّرة خلال ساعات في أجواء متفرقة
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، أن قوات الدفاع الجوي تمكنت من إسقاط 22 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال نحو خمس ساعات فقط، في سلسلة من الهجمات الجوية التي استهدفت عدداً من المناطق داخل الأراضي الروسية.
وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية تعاملت بكثافة مع موجة من الطائرات بدون طيار أطلقتها القوات الأوكرانية في ساعات الصباح الأولى، مشيرةً إلى أن عمليات الاعتراض تمت في مناطق متفرقة شملت مقاطعات روستوف وبلغورود وكورسك وسمولنسك وبريانسك.
وأوضح البيان أن الدفاعات الروسية أسقطت 10 طائرات في مقاطعة روستوف، و7 في بلغورود، فيما تم اعتراض باقي الطائرات فوق المقاطعات الأخرى دون وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية كبيرة.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن العملية “تمت بنجاح كامل”، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية تعمل على مدار الساعة للتصدي لأي محاولات لاختراق المجال الجوي الروسي، مضيفة أن القوات مستمرة في تعزيز قدراتها التقنية لرصد الطائرات المعادية وتدميرها قبل بلوغ أهدافها.
تأتي هذه التطورات في إطار تصاعد الهجمات الجوية الأوكرانية باستخدام الطائرات بدون طيار، التي أصبحت سلاحًا أساسيًا في الصراع المستمر بين البلدين منذ فبراير 2022.
وتستهدف كييف بهذه الهجمات المناطق الحدودية والبنى التحتية الحيوية داخل روسيا، في محاولة لإرباك الدفاعات الروسية ونقل المعركة إلى العمق.
وخلال الأشهر الماضية، كثفت موسكو من إعلاناتها بشأن إسقاط أعداد كبيرة من الطائرات المسيرة الأوكرانية، إذ سبق أن أعلنت في مايو الماضي عن اعتراض 159 طائرة بدون طيار خلال 12 ساعة فقط، وهو ما وصفته آنذاك بأنه “أكبر هجوم جوي أوكراني منذ بداية الحرب”.
ويرى مراقبون أن تكرار هذه الهجمات يشير إلى تطور القدرات الأوكرانية في مجال الطائرات المسيّرة، سواء من حيث المدى أو الدقة أو القدرة على تجاوز أنظمة الرادار، ما يضع تحديات متزايدة أمام منظومة الدفاع الروسية.

في المقابل، تؤكد موسكو أن نجاحها في التصدي لهذه الهجمات يعكس فعالية أنظمتها الدفاعية مثل منظومات "بانتسير" و"إس-400"، معتبرة أن ذلك يمثل رسالة ردع قوية لأوكرانيا وحلفائها في الغرب.
وقال خبراء عسكريون روس إن الدفاعات الجوية باتت أكثر مرونة في التعامل مع الضربات المتزامنة التي تشنها الطائرات المسيرة صغيرة الحجم، والتي يصعب رصدها بالأقمار الصناعية التقليدية.
ورغم إعلانها المتكرر عن “نجاح كامل” في التصدي للهجمات، فإن وزارة الدفاع الروسية تتحفظ عادة على ذكر تفاصيل إضافية مثل نوعية الأهداف التي كانت تستهدفها الطائرات أو حجم الأضرار التي خلّفتها، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى دقة الرواية الرسمية وحقيقة التهديد الذي تمثله هذه العمليات الجوية.
ويعتبر بعض المحللين أن هذا التكتم يعكس رغبة موسكو في التحكم في الخطاب الإعلامي الداخلي، وتجنّب بث الذعر في المناطق الحدودية التي تتعرض لهجمات متكررة.
ورغم نجاح عمليات الاعتراض، يرى مراقبون أن تكرار الهجمات بهذا الزخم قد يضع عبئًا متزايدًا على الدفاعات الروسية على المدى الطويل، ويثير تساؤلات حول قدرة موسكو على الاستمرار في التصدي لموجات الطائرات الأوكرانية المتطورة، خاصة إذا توسع استخدامها ليشمل مناطق أعمق داخل الأراضي الروسية.
وفي ظل هذا التصعيد المستمر، تبدو “حرب الطائرات المسيرة” واحدة من أبرز ملامح الصراع بين موسكو وكييف، حيث تتحول السماء إلى ساحة مواجهة تكنولوجية شرسة تُظهر إلى أي مدى يمكن للطرفين تطوير أدوات القتال في حرب لا تبدو نهايتها قريبة.