مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

غزة على أعتاب مرحلة جديدة.. اتفاق شرم الشيخ يفتح باب الإعمار والسلام

نشر
الأمصار

بعد سنوات من المعاناة والحصار والحروب المتكررة، يقف قطاع غزة اليوم على أعتاب مرحلة جديدة تُعيد رسم ملامح مستقبله السياسي والإنساني. 

مرحلة جديدة في قطاع غزة:

فمع توقيع اتفاق شرم الشيخ التاريخي الذي أنهى حربًا دامت لعامين، بدأ العدّ التنازلي لمرحلة ما بعد الدمار، حيث تتجه الأنظار إلى جهود إعادة الإعمار، واستعادة الاستقرار، وإطلاق عملية بناء شاملة يعوّل عليها الفلسطينيون لتضميد جراحهم وفتح صفحة جديدة من الأمل.

بعد عامين من الحرب الإسرائيلية المدمرة، تنفس قطاع غزة الصعداء أخيرًا مع توقيع اتفاق شرم الشيخ التاريخي، الذي أنهى واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث. 

ومع توقف أصوات المدافع، يعود السؤال الأبرز إلى الواجهة: إلى أين يتجه مستقبل غزة؟ وهل تبدأ مرحلة البناء والإعمار، أم أن التحديات السياسية والاقتصادية لا تزال تعرقل عودة الحياة إلى طبيعتها؟

بين تفاؤل حذر وجهود دولية متواصلة، يعيش الفلسطينيون في غزة لحظة فارقة بين ماضٍ مثقل بالدمار ومستقبل يلوح بالأمل. فبعد سنوات من القصف والحصار، تتجه الأنظار اليوم إلى إعادة الإعمار وبناء ما تهدم، وسط تعهدات عربية ودولية واسعة بالمشاركة في دعم هذا المسار.

وتقود مصر، بصفتها راعية اتفاق وقف إطلاق النار، الجهود نحو استقرار دائم في غزة، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الاتفاق يفتح الباب أمام عهد جديد من السلام في الشرق الأوسط، مؤكدًا أهمية عقد مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في نوفمبر المقبل، والبناء على الزخم الذي أحدثته قمة شرم الشيخ للسلام.

 

من جانبه، شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن التركيز في المرحلة المقبلة يجب أن يكون على إعادة إعمار قطاع غزة، مؤكدًا أن هناك تدفقًا كبيرًا للأموال من دول غنية وقوية لدعم جهود التطهير وإعادة البناء.

ورغم الزخم السياسي والدبلوماسي، يبقى حجم الدمار الهائل التحدي الأكبر أمام جهود الإعمار؛ إذ تُقدّر الخسائر بما يزيد على 70 مليار دولار، فيما تشير التقديرات إلى أن العدوان الإسرائيلي خلف أكثر من 55 مليون طن من الأنقاض يجب رفعها قبل البدء بعمليات البناء.

وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى عن خطة شاملة لإعادة إعمار غزة بتكلفة 67 مليار دولار تُنفّذ على مدى خمس سنوات، موضحًا أن الأموال المخصصة ستوضع في صندوق خاص مستقل بإشراف دولي وتدقيق محاسبي معتمد من الدول المانحة.

وكشف مسؤول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جاك ثيلرز أن دولًا عربية وأوروبية والولايات المتحدة أبدت استعدادها للمساهمة في تمويل الخطة، ما يعزز الآمال في إطلاق مشاريع تنموية كبرى تعيد الحياة إلى القطاع وتوفر فرص عمل لآلاف الشباب الفلسطينيين.

في المقابل، يبقى وقف إطلاق النار هشًّا بسبب تحديات عدة، أبرزها ملف المحتجزين الإسرائيليين، الذي يمثل إحدى العقبات أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي وصفها مراقبون بأنها الاختبار الأصعب في طريق تثبيت السلام.

ورغم كل الصعوبات، تبقى غزة رمزًا للصمود والأمل، فبعد كل حرب تولد إرادة جديدة للحياة، واليوم، ومع بداية صفحة جديدة من الإعمار والسلام، يعلو في غزة صوت واحد: “كفى حربًا... آن أوان البناء”.