السودان: محكمة الكُميلين تصدر حكمًا على 10 متهمين بتعاونهم مع الدعم
أصدرت محكمة الجنايات بمدينة الكُميلين حكمًا بالإعدام شنقًا حتى الموت (تعزيرًا) بحق عشرة متهمين، بينهم المدعو (خ. ي)، وذلك في القضية الجنائية رقم (81/2025)، بعد إدانتهم بموجب المادتين (51/26) من القانون الجنائي لسنة 1991، المتعلقة بمعاونة قوات الدعم السريع على إثارة الحرب ضد الدولة.
وجاء الحكم عقب تحقيقات مكثفة أجرتها النيابة العامة، إثر بلاغ يفيد بتورط المجموعة في تقديم دعم مباشر لعمليات عسكرية استهدفت منشآت ومؤسسات حكومية. وقد تم توجيه الاتهام رسميًا وإحالة الملف إلى المحكمة المختصة.
وخلال جلسات المحاكمة، استمعت المحكمة إلى قضية الاتهام المقدمة من وكيل ثاني النيابة مولانا السر عبد الله الكريل، إلى جانب مرافعات الدفاع التي قدمها محامو المتهمين، قبل أن تصدر حكمها النهائي في حضور جميع الأطراف.
تحذيرات أممية من عودة الحرب الأهلية في جنوب السودان
حذّرت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جمهورية جنوب السودان من تصاعد حدة القتال في البلاد، على خلفية تمدد ميليشيا الدعم السريع القادمة من الحدود السودانية، ما تسبب في اندلاع مواجهات دامية وموجات نزوح جماعي شملت نحو 300 ألف شخص منذ مطلع عام 2025.
وأكد تقرير صادر عن اللجنة، أن استمرار الاشتباكات يهدد بعودة البلاد إلى أجواء الحرب الأهلية التي أنهكتها لسنوات طويلة، داعيًا إلى تحرك إقليمي عاجل لاحتواء الموقف ومنع انزلاق جنوب السودان إلى صراع شامل جديد.
وأشار التقرير إلى أن تدخل عناصر من ميليشيا الدعم السريع السودانية في المناطق الحدودية أدى إلى تدهور الوضع الإنساني بشكل خطير، حيث شهدت عدة ولايات في شمال وشرق البلاد انهيارًا شبه كامل في الخدمات الأساسية، إضافة إلى تفاقم أزمة الغذاء ونقص الإمدادات الطبية.
وأوضح التقرير أن بلدة ناصر الواقعة شمال شرقي البلاد، كانت من بين أكثر المناطق تضررًا، إذ شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأشهر الماضية أسفرت عن مقتل العشرات وتشريد أكثر من 80 ألف شخص. كما بيّن أن بعض الفصائل المسلحة المحلية تتلقى دعماً وتسليحاً مباشراً من ميليشيا الدعم السريع عبر الحدود المشتركة مع السودان، مما يعقّد المشهد الأمني ويهدد بتوسّع رقعة الصراع.
ونتيجة لتدهور الأوضاع، فرّ نحو 150 ألف شخص إلى السودان رغم أزماته الأمنية، بينما لجأ عدد مماثل إلى أوغندا وإثيوبيا وكينيا. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 2.5 مليون لاجئ من جنوب السودان يعيشون حاليًا في دول الجوار، فيما يظل مليونا شخص نازحين داخليًا داخل البلاد.