أمطار الموت تغرق بوليفيا.. 20 ضحية والفيضانات تحاصر مدنًا كاملة
ضربت بوليفيا موجة عنيفة من الأمطار الغزيرة تسببت في فيضانات واسعة النطاق، أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 20 شخصًا، في واحدة من أشد الكوارث الطبيعية التي تشهدها البلاد خلال السنوات الأخيرة، وسط مخاوف رسمية من ارتفاع عدد الضحايا مع استمرار البحث عن المفقودين.
وأدت الأمطار الاستثنائية إلى فيضان عدد من الأنهار، وفي مقدمتها نهر بيراى بإقليم سانتا كروز، حيث جرفت المياه منازل وطرقًا وجسورًا، ما تسبب في عزل مناطق وقرى كاملة. وأفادت السلطات المحلية بأن فرق الإنقاذ تواجه تحديات كبيرة بسبب استمرار تساقط الأمطار وتضرر البنية التحتية، في وقت لا يزال فيه عدد من السكان في عداد المفقودين.
وتسببت الفيضانات كذلك في تشريد آلاف العائلات، بعدما اضطر السكان إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن أماكن أكثر أمانًا، فيما جرى تحويل مدارس ومنشآت عامة إلى مراكز إيواء مؤقتة. كما لحقت أضرار واسعة بالأراضي الزراعية، الأمر الذي ينذر بتداعيات سلبية على الأمن الغذائي في المناطق المتضررة خلال الفترة المقبلة.
وفي مواجهة الوضع، أعلنت الحكومة البوليفية حالة الطوارئ في الأقاليم الأكثر تضررًا، ودفعت بقوات الجيش والدفاع المدني للمشاركة في عمليات الإغاثة والإجلاء، مستخدمة القوارب والمروحيات للوصول إلى المناطق المعزولة. وفي المقابل، حذر خبراء مناخ من أن هذه الكارثة قد تعكس تصاعد الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بالتغير المناخي، مؤكدين أن البلاد قد تواجه أحداثًا أكثر حدة ما لم تُعزز إجراءات الوقاية والاستعداد.
الأوروبيون يبحثون إنشاء هيئة لحسم تعويضات أوكرانيا
اجتمع كبار المسؤولين الأوروبيين، اليوم الثلاثاء، لبحث إنشاء هيئة دولية تتولى اتخاذ قرارات بشأن التعويضات المخصصة لأوكرانيا بقيمة عشرات مليارات اليورو نتيجة الغزو الروسي. وستتولى «لجنة المطالبات الدولية من أجل أوكرانيا» تقييم طلبات التعويض واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن تأسيس الهيئة خلال قمة عالية المستوى في لاهاي، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس. وأكدت كالاس أن روسيا لا يمكنها التهرب من دفع ثمن حربها، وأن اللجنة ترسل رسالة واضحة للمعتدين مستقبلاً مفادها أن بدء أي حرب سيترتب عليه مساءلة كاملة.
ويأتي تشكيل اللجنة بعد تأسيس «سجل الأضرار» الذي تلقى أكثر من ثمانين ألف طلب تعويض من أفراد ومنظمات، على أن تكون الخطوة التالية إنشاء صندوق تعويضات، على أن يتم لاحقاً تحديد آلية تطبيقه.
ويتولى مجلس أوروبا، المقره ستراسبورغ ويضم ستة وأربعين دولة، تنسيق آلية التعويضات، بينما أعلن وزير الخارجية الهولندي ديفيد فان فيل أن اللجنة ستتخذ من لاهاي مقرًا لها.
ويواجه قادة الاتحاد الأوروبي ضغوطاً للتوصل إلى اتفاق بشأن مصير الأصول الروسية المجمدة، مع بحث تمويل قرض لأوكرانيا يتم سداده لاحقًا عبر التعويضات الروسية. وبينما تحظى الخطة بدعم عدة دول أعضاء مثل ألمانيا، أبدت بلجيكا معارضة شديدة بسبب تداعياتها القانونية المحتملة، خصوصاً وأنها تستضيف منظمة «يوروكلير» للإيداع الدولي التي تضم معظم الأصول الروسية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع جهود دبلوماسية لإنهاء حرب أوكرانيا، حيث أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق سلام أصبحت أقرب من أي وقت مضى. وبعد محادثات مع المسؤولين الأميركيين في برلين، وصف زيلينسكي المفاوضات بأنها صعبة لكنها حققت تقدماً بشأن الضمانات الأمنية.
واقترح القادة الأوروبيون إنشاء قوة متعددة الجنسيات تقودها أوروبا وتدعمها الولايات المتحدة لضمان تنفيذ أي اتفاق سلام محتمل، فيما شدد الأمين العام لمجلس أوروبا آلان بيرسيه على ضرورة أن تشمل مباحثات السلام ملفات المحاسبة والتعويض وإعادة الإعمار.