مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد عامين على هجوم 7 أكتوبر.. العالم يجدد الدعوة للسلام وإنهاء معاناة غزة

نشر
الأمصار

في الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر، الذي أطلق شرارة الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، عادت أصوات القادة والمسؤولين من مختلف أنحاء العالم لتجدد الدعوة إلى وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في القطاع، مؤكدين أن الوقت قد حان لإحياء الأمل وبناء السلام في الشرق الأوسط.

شهد هذا اليوم تذكيراً بمآسي الحرب التي اندلعت بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، وأسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز مئات الرهائن. وبعد عامين من الصراع المتواصل، لا تزال الأوضاع في غزة مأساوية، في ظل ارتفاع أعداد الضحايا الفلسطينيين وتفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد الملايين.

غوتيريش: أوقفوا المعاناة وتمسكوا بالأمل

في كلمته بهذه المناسبة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى إنهاء العنف فوراً، قائلاً:"لقد قلتها مراراً وتكراراً، وأكررها اليوم بإلحاح أكبر: أطلقوا سراح الرهائن دون قيد أو شرط وعلى الفور... أوقفوا معاناة الجميع".

وأضاف غوتيريش: "ضعوا حداً للأعمال العدائية في غزة وإسرائيل والمنطقة الآن، توقفوا عن جعل المدنيين يدفعون الثمن بأرواحهم ومستقبلهم"، مؤكداً أن العالم بعد عامين من الألم والمعاناة بحاجة إلى التمسك بالأمل والعمل على إنهاء دوامة الدماء.

إسرائيل: الحرب مستمرة حتى تفكيك حماس

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان رسمي أن إسرائيل ما زالت تعيش تداعيات "أحلك يوم في تاريخها الحديث"، في إشارة إلى هجوم السابع من أكتوبر.

وجاء في البيان: "نصلي من أجل عودة جميع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة، ونقف متحدين ضد الإرهاب".

وأضافت الخارجية الإسرائيلية أن "حماس يجب أن تُفكك بالكامل لإنهاء هذه الحرب"، مشيرة إلى أن أي وقف لإطلاق النار لن يكون ممكناً إلا بعد القضاء على القدرات العسكرية للحركة.

بريطانيا: المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين "تفتقر للتعاطف"

في لندن، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى الإفراج عن الرهائن، لكنه اعتبر أن المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في ذكرى الهجوم "لا تراعي مشاعر الضحايا وعائلاتهم".

وفي مقال نشره بصحيفة "ذا تايمز"، قال ستارمر إن "هذا اليوم يجب أن يكون للتأمل وليس للهتاف بالكراهية"، مضيفاً أن "إظهار هذا القدر الضئيل من التعاطف لا يتماشى مع القيم البريطانية، خاصة حين يتحول الغضب إلى شعارات معادية لليهود".

ألمانيا: تحذير من عودة معاداة السامية

من جهته، أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن قلقه من "موجة جديدة من معاداة السامية" عقب تصاعد التوترات بين أنصار الطرفين، مؤكداً أن بلاده تقف مع حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مع ضرورة احترام القوانين الإنسانية الدولية.

وقال ميرتس: "نشأتُ في جيل ما بعد الحرب الذي تعهد بأن لا تتكرر المأساة مرة أخرى. لذلك علينا أن نضمن أن المواطنين اليهود في ألمانيا يعيشون بأمان ودون خوف"، مشدداً على وجوب الإفراج الفوري عن جميع الرهائن.

فرنسا: لا لتكرار المآسي

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فدعا إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن، مؤكداً أن "مثل هذا الفعل البشع يجب ألا يتكرر أبداً".

وأضاف ماكرون في تصريح رسمي: "فلنوحد قوانا لمكافحة معاداة السامية، ولنعمل معاً من أجل السلام في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن بلاده تدعم الجهود الأمريكية والدولية لوقف القتال وبدء مسار سياسي يعيد الأمل للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.

أستراليا: يجب ألا ننسى

في المقابل، شدد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي على ضرورة عدم نسيان ما حدث في السابع من أكتوبر، مشيراً إلى أن "الفظائع التي ارتكبتها حماس لا يمكن تبريرها".

وقال ألبانيزي في بيان رسمي: "نقف إلى جانب الشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم، ونرحب بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في المنطقة"، مؤكداً أن "أستراليا تدعم أي جهد دولي يؤدي إلى سلام دائم في الشرق الأوسط".

إسبانيا: دعوة لإنهاء الإبادة

في مدريد، وصف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية يجب أن تتوقف فوراً"، ودعا نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى "وقف العنف وفتح ممرات إنسانية بشكل عاجل".

وقال سانشيز في منشور عبر منصة "إكس": "اليوم تصادف الذكرى الثانية لهجمات مروعة ارتكبتها حماس، لكننا في الوقت نفسه لا يمكن أن نتجاهل حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني يومياً. علينا وضع حد لهذه الإبادة وإطلاق الرهائن فوراً".

إيطاليا: فرصة حقيقية للسلام

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وصفت يوم الهجوم بأنه "من أحلك أيام التاريخ"، لكنها أكدت أن الذكرى هذا العام تأتي وسط "فرصة حقيقية لإنهاء الحرب".

وأشارت ميلوني إلى أن "خطة السلام التي قدمها الرئيس ترامب تمثل فرصة لا يجب تفويتها، لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة الرهائن، وبدء مسار حقيقي نحو السلام والأمن في الشرق الأوسط"، مؤكدة دعم بلادها لأي جهد دبلوماسي يهدف إلى إعادة الاستقرار.

إيرلندا: نافذة لإنهاء المعاناة

في دبلن، دعا وزير الخارجية الإيرلندي ونائب رئيس الوزراء سايمون هاريس إلى "استغلال الفرصة الحالية لإنهاء المعاناة التي يعيشها الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء"، مشيراً إلى أن الوقت حان لوقف العنف وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى سكان غزة.

وقال هاريس إن "المجتمع الدولي يجب أن يتصرف الآن، فكل يوم تأخير يعني مزيداً من الأرواح المهدرة، ومزيداً من المعاناة التي لا توصف".

عامان من الدماء والمعاناة

أسفر هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق إحصاءات إسرائيلية نقلتها وكالة "فرانس برس". كما احتجزت حركة حماس 251 رهينة، ما زال 47 منهم في الأسر حتى الآن، بينهم من تؤكد إسرائيل مقتل 25 رهينة داخل القطاع.

وفي المقابل، تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة في مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة التابعة لحماس، وسط تحذيرات دولية متكررة من انهيار الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.

العالم بين الأمل والخوف

بينما تتواصل الاتهامات المتبادلة، يرى مراقبون أن تصريحات القادة العالميين تعكس تحولاً تدريجياً في الموقف الدولي، إذ تتزايد الأصوات المطالبة بإنهاء الحرب، وفتح صفحة جديدة من الحوار السياسي، بدلاً من استمرار دوامة العنف التي أثقلت كاهل المنطقة.

ورغم التباين في المواقف بين من يؤكد دعم إسرائيل ومن يدعو لوقف فوري لإطلاق النار، إلا أن الرسالة الأبرز في الذكرى الثانية تبقى واحدة: السلام ضرورة، والأمل ما زال ممكناً