أكثر من ألف مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال

شهدت مدينة القدس المحتلة، صباح اليوم الثلاثاء، اقتحامات واسعة لباحات المسجد الأقصى المبارك نفذها أكثر من ألف مستوطن إسرائيلي، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في تصعيد جديد يعكس سياسة فرض أمر واقع في الحرم القدسي الشريف ومحاولات تغيير طابعه الديني والتاريخي.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن 537 مستوطنًا اقتحموا باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، وسط انتشار مكثف لعناصر الشرطة الإسرائيلية داخل ساحات المسجد وفي محيطه. وأضافت أن نحو 460 شخصًا آخرين دخلوا المكان تحت غطاء ما يسمى "السياحة"، في محاولة لشرعنة الوجود الاستيطاني داخل أقدس مقدسات المسلمين في فلسطين.
وأوضحت الدائرة أن مجموعات من المستوطنين أدت صلوات تلمودية واستفزازات علنية في الجهة الشرقية من المسجد، بحماية القوات الإسرائيلية التي أغلقت بعض الممرات ومنعت المصلين الفلسطينيين من الوصول إلى تلك المناطق.
في المقابل، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على أبواب المسجد، ومنعت دخول أعداد كبيرة من المصلين، خاصة النساء والشبان، خلال ساعات الصباح، ما أثار حالة من الغضب في الأوساط المقدسية.
وتأتي هذه الاقتحامات في سياق سياسة ممنهجة تتبعها حكومة الاحتلال اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، والتي تسعى إلى فرض تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى، على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

وحذرت وزارة الأوقاف الفلسطينية من أن استمرار هذه الاعتداءات يشكل تهديدًا خطيرًا للاستقرار في القدس والضفة الغربية، مؤكدة أن المسجد الأقصى هو "خط أحمر لا يقبل القسمة أو المساومة"، وأن المساس به يعد اعتداءً على عقيدة أكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم.
كما دعت الوزارة في بيانها المجتمع الدولي والمنظمات الإسلامية والعربية إلى التحرك الفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بحق المقدسات الإسلامية في القدس، مشددة على أن هذه الممارسات تنتهك القوانين الدولية واتفاقيات جنيف التي تحظر المساس بالأماكن الدينية في الأراضي المحتلة.
ويواصل المستوطنون اقتحاماتهم اليومية لباحات المسجد الأقصى وسط حماية قوات الاحتلال، في وقت يحذر فيه الفلسطينيون من أن تكرار هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية، خاصة مع تصاعد الدعوات الإسرائيلية للسماح بأداء الطقوس التلمودية داخل المسجد بشكل علني.