إثيوبيا: سد النهضة خفف فيضانات السودان وخبراء يحملونه المسؤولية

زعم وزير المياه والطاقة الإثيوبي هبتامو إيتيفا جيليتا، اليوم الاثنين، أن سد النهضة لعب دورًا مهمًا في تقليل حدة الفيضانات التي اجتاحت السودان خلال الأيام الماضية، مؤكدًا أن غياب السد كان سيؤدي إلى "كميات مياه مدمرة"، على حد وصفه.
وأوضح الوزير الإثيوبي، في تصريحات صحفية، أن الفيضانات الأخيرة قد تكون مرتبطة بالنيل الأبيض، مشددًا على أن بلاده "لم تطلق المياه الفائضة" من الخزان. لكنه تجنب الإجابة بشكل مباشر عن أسئلة تتعلق بتعطل التوربينات المسؤولة عن تصريف جزء من المياه.
في المقابل، أصدرت وزارة الري السودانية، مساء أمس الأحد، بيانًا حذرت فيه سكان ولايات الخرطوم ونهر النيل والنيل الأبيض وسنار والنيل الأزرق من تداعيات استمرار ارتفاع منسوب المياه لليوم الرابع على التوالي، داعية إلى اتخاذ الحيطة والحذر لحماية الأراضي الزراعية والمنازل من التأثر بالفيضانات.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة المصرية، لوكالة "أسوشيتد برس"، إن الوضع الحالي "نتيجة خطأ بشري"، مشيرًا إلى أن إثيوبيا لم تقم بتفريغ خزان السد تدريجيًا بعد موسم الأمطار بين يونيو وأغسطس، ما تسبب في تراكم كميات ضخمة من المياه. وأضاف أن التوربينات الأربعة التي كان يُفترض أن تسهم في تخفيف الضغط المائي لم تعمل، مما أدى إلى تدفق المياه بشكل كبير نحو السودان.

ورغم تأكيد بعض المسؤولين الإثيوبيين على الفوائد المتوقعة من السد، حيث تبلغ طاقته الإنتاجية أكثر من 5000 ميجاواط بكلفة تجاوزت 5 مليارات دولار، يرى خبراء أن تأثيراته الحالية على السودان تتجاوز المكاسب الزراعية، لاسيما وأن موسم الحصاد في الخرطوم ومناطق أخرى قد انتهى تقريبًا.
وبينما تعتبر الحكومة الإثيوبية السد "مشروعًا قوميًا" يهدف إلى مضاعفة إنتاج الكهرباء وتعزيز الاقتصاد، تتصاعد المخاوف في السودان ومصر من آثاره الجانبية على الأمن المائي والمواسم الزراعية، خصوصًا في ظل غياب اتفاق قانوني شامل حول قواعد الملء والتشغيل.
السودان: الفيضان يكشف مخاطر سد النهضة ويدحض مزاعم إثيوبيا
أعلنت السلطات السودانية حالة الاستنفار القصوى بعد ارتفاع منسوب مياه النيل الأزرق بشكل غير مسبوق، مما أثار مخاوف من فيضانات واسعة النطاق تهدد سكان المناطق القريبة من ضفاف النهر.