بعد زيارة سرية.. ما الذي تبحث عنه تايوان في إسرائيل؟
كشفت مصادر إعلامية أن نائب وزير الخارجية التايواني، فرانسوا وو، قام بزيارة سرية وغير معلنة إلى إسرائيل خلال الأسابيع الماضية، في خطوة نادرة تعكس اهتمام تايوان بتعزيز التعاون الدفاعي مع الدولة العبرية.

ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن الزيارة جاءت في وقت حساس على الصعيد الإقليمي والدولي، ما أثار اهتمام المحللين والدبلوماسيين على حد سواء.
وعلى الرغم من أهمية هذه الزيارة، لم يتم الكشف عن هوية المسؤولين الإسرائيليين الذين التقى بهم وو، أو طبيعة النقاشات التي جرت، بما في ذلك ما إذا كانت الاجتماعات تناولت نظام الدفاع الجوي التايواني متعدد الطبقات المعروف باسم "تي-دوم"، والذي استُلهم جزئياً من الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية.
ما هو نظام الدفاع الجوي "تي-دوم"؟
نظام الدفاع التايواني "تي-دوم" هو منظومة حديثة متعددة الطبقات تهدف إلى تعزيز قدرات تايوان العسكرية في مواجهة التهديدات الإقليمية، ويشمل آلية "استشعار-إطلاق" متقدمة لزيادة معدل تدمير الصواريخ المعادية.
ويجمع النظام بين صواريخ باتريوت الأمريكية، وصواريخ سكاي بو التايوانية، بالإضافة إلى المدافع المضادة للطائرات.
ويتقاطع نظام "تي-دوم" في بعض عناصره مع الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية مثل القبة الحديدية، وصاروخ مقلاع داود، وصاروخ آرو، وكذلك نظام ثاد الأمريكي، إلا أن لكل نظام خصائصه وميزاته الفريدة في التصدي للهجمات الجوية والصاروخية.

ويؤكد الخبراء العسكريون أن التعاون بين تايوان وإسرائيل في هذا المجال يعكس رغبة كلا الطرفين في تبادل الخبرات وتعزيز الأمن الدفاعي.
تبادل الخبرات بين تايوان وإسرائيل
أوضح وزير الخارجية التايواني، لين تشيا لونغ، في تصريحات سابقة أن هناك تبادلات مستمرة للخبرات بين تايوان وإسرائيل في مجالي التكنولوجيا والدفاع.
وأشار إلى أن تايوان عرضت نظام "تي-دوم" خلال محادثاتها مع نظرائها الإسرائيليين، وأن إسرائيل تمتلك نظام القبة الحديدية الذي يعد من أبرز أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة.
وفي أكتوبر الماضي، التقى فرانسوا وو في تايبيه مع ينون آروني، المدير العام لوزارة الرفاه والشؤون الاجتماعية الإسرائيلية، ضمن إطار تعزيز التعاون بين الجانبين.
ويرى المحللون أن مثل هذه اللقاءات تهدف إلى توسيع مجالات التعاون الدفاعي والتقني بين الدولتين، رغم القيود الدبلوماسية المعقدة التي تفرضها الصين على تايوان.
التوترات الدبلوماسية مع الصين
تعاني تايوان من ضغوط كبيرة من الصين، التي تعتبر الجزيرة جزءًا من أراضيها وليست دولة مستقلة.
وبسبب هذه الضغوط، لا تعترف معظم الدول رسميًا بتايوان، بما فيها إسرائيل، التي تحافظ على علاقات دبلوماسية رسمية مع بكين وليس مع تايبيه.
ويضيف الخبراء أن أي زيارة تايوانية لإسرائيل تتطلب إجراءات سرية وحذرًا شديدًا، نظرًا للحساسية الإقليمية والدولية للموضوع.
كما أن علاقات الصين الوثيقة مع الفلسطينيين، واعترافها بدولة فلسطينية منذ عام 1988، تجعل من زيارة تايوان لإسرائيل خطوة غير معتادة وتحتاج إلى توازن دبلوماسي دقيق.
أهمية الزيارة لنظام الدفاع التايواني
تأتي هذه الزيارة في سياق سعي تايوان لتعزيز نظامها الدفاعي متعدد الطبقات، بما يتيح لها مواجهة التهديدات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي ومحيط تايوان.
ويؤكد المحللون أن التعاون مع إسرائيل يمنح تايوان مزايا استراتيجية مهمة، بما في ذلك الوصول إلى تقنيات متقدمة وأنظمة دفاع جوي ذات فعالية عالية.
كما يمكن أن تساعد هذه الزيارة في تطوير أساليب التصدي للصواريخ الدقيقة وتحسين القدرات الدفاعية للجزيرة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية.
ويشير الدبلوماسيون إلى أن مثل هذه الزيارات تعد رسائل استراتيجية ضمن صراع النفوذ في المنطقة، حيث تتنافس القوى الكبرى على تعزيز مواقعها العسكرية والسياسية.
في النهاية، تكشف زيارة نائب وزير الخارجية التايواني إلى إسرائيل عن اهتمام تايوان بتطوير قدراتها الدفاعية والتقنية، وتوضح مدى تعقيد العلاقات الدولية في المنطقة.
وتعد هذه الخطوة نادرة نظرًا للقيود الدبلوماسية المفروضة على تايوان، ولها أبعاد استراتيجية قد تؤثر على التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط وآسيا على حد سواء.