غارات مسيرة على معسكر الجيش السوداني غرب كوستي تسفر عن سقوط ضحايا
شهدت مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان صباح الخميس هجوماً بطائرة مسيّرة استهدف مواقع عسكرية، وأسفر عن مقتل وإصابة عدد من عناصر الجيش. وأكدت مصادر عسكرية أن الهجوم وقع فجراً حين استهدفت مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع معسكراً للجيش غرب المدينة، ما أدى إلى خسائر بشرية وتدمير عربة قتالية داخل الموقع المستهدف.
أوضحت المصادر أن الطائرة المسيّرة التابعة لقوات الدعم السريع نفذت الهجوم على معسكر الجيش في وقت مبكر من صباح الخميس، حيث تسبب القصف في وفاة وإصابة عدد من الجنود، إضافة إلى تدمير معدات قتالية. وأكدت أن المضادات الأرضية التابعة للفرقة 18 كوستي تصدت لعدد من المسيّرات الانتحارية التي حاولت اختراق سماء المدينة، في مواجهة مباشرة بين الدفاعات الجوية والقصف المتكرر الذي استهدف المنطقة.
يأتي تكثيف الهجمات على مدينة كوستي، المتاخمة لحدود إقليم كردفان، في ظل حشود عسكرية ضخمة للطرفين في مناطق واسعة، ما يعكس تصاعداً واضحاً في حدة المواجهات. وتؤكد التطورات الأخيرة أن الأوضاع العسكرية في المنطقة تتجه نحو مزيد من التصعيد، مع استمرار تبادل الضربات بين الجيش وقوات الدعم السريع في محاور مختلفة.
غارة بطائرة مسيّرة تودي بحياة عشرات المتمردين في حقل هجليج النفطي
شهدت الساحة السودانية تطورًا خطيرًا جديدًا بعد مقتل عشرات الأشخاص في غارة بطائرة مسيّرة استهدفت محيط حقل هجليج النفطي، الذي يعد من أكبر منشآت معالجة النفط في البلاد وأكثرها حساسية على الصعيدين الاقتصادي والعسكري.
يأتي هذا الهجوم في وقت تتسارع فيه وتيرة الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتزداد المواجهات ضراوة حول المنشآت النفطية التي أصبحت هدفًا مباشرًا للطرفين.
ووفقًا لمصادر محلية، فإن الغارة الجوية التي وقعت الأربعاء أسفرت عن مقتل سبعة من زعماء القبائل، إضافة إلى “عشرات” من قوات الدعم السريع الذين كانوا يتواجدون قرب المنشأة النفطية.
وتُشير المعلومات الأولية إلى أن الطائرة المستخدمة في الهجوم كانت من طراز أكينجي التركية الصنع، وهي مسيّرة قتالية ذات قدرة عالية على تنفيذ ضربات دقيقة في مناطق معقدة تضاريسيًا وأمنيًا.
وأكد مسؤولان عسكريان سودانيان أن الغارة استهدفت تجمعات لمقاتلي الدعم السريع في المنطقة، مشيرين إلى أنها جاءت بعد ساعات من إعلان القوات سيطرتها على منشأة هجليج الحيوية. هذه الضربة، وفق توصيف المسؤولين، قد تغير من توازن السيطرة في المنطقة وتجدد مساعي الجيش لاستعادة الحقل الذي يمثل مصدرًا مهمًا للطاقة والدخل.
لم تتوقف تداعيات الهجوم عند السودان فقط، فقد أعلنت حكومة ولاية الوحدة في جنوب السودان مقتل ثلاثة من جنودها جرّاء الغارة، إذ كانت بعض وحداتهم قريبة من محيط الحقل لحظة الهجوم. وأكد جندي من جنوب السودان اشترط عدم الكشف عن هويته أن عدد القتلى قد يصل إلى نحو 25 شخصًا وسط توقعات بارتفاع الحصيلة مع استمرار عمليات البحث.

وأشار قائد القوات الجنوب سودانية، جونسون أولوني، في بيان رسمي، إلى احتمال أن تكون قواته قد أُرسلت لتأمين مدينة هجليج بعد سقوطها، لكنه تجنب الكشف عن تفاصيل مكثفة حول طبيعة وجود قواته في المنطقة، مكتفيًا بالتأكيد على أن الوضع الميداني “مضطرب للغاية”.