هجوم قطر يضعف تحالف ترامب ونتنياهو.. و"CNN" تكشف كواليس الأزمة
أثار الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، الذي استهدف قادة من حركة حماس، عاصفة من الغضب داخل الإدارة الأمريكية، بعدما تبيّن أن العملية تمت دون أي تنسيق مسبق مع واشنطن، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقالت شبكة CNN الأمريكية، إن ترامب أُبلغ بالعملية قبل وقت قصير من تنفيذها عبر رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كين، وليس من خلال القنوات الإسرائيلية الرسمية، وهو ما فاقم حالة الإحباط داخل البيت الأبيض.
وعلى الفور، أمر ترامب مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف بمحاولة إبلاغ السلطات القطرية، لكن الوقت كان قد فات، حيث كانت الانفجارات تدوي بالفعل في حي كتارا بالدوحة.
وزاد من حدة الأزمة أن ويتكوف كان قد اجتمع قبل يومين فقط مع رون ديرمر، أحد كبار مستشاري نتنياهو، دون أن يتلقى أي إشارة عن نية إسرائيل شن الضربة، الأمر الذي اعتبره مسؤولون أمريكيون تهميشًا متعمدًا للدور الأمريكي في المنطقة.

وفي تصريحات للصحفيين، أعرب ترامب عن استيائه قائلاً: "لست سعيدًا بالوضع برمته. إنه ليس جيدًا.
نريد عودة الرهائن، لكننا لسنا سعداء بالطريقة التي سارت بها الأمور." فيما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس الأمريكي "تحرك فورًا لإبلاغ القطريين، لكن الضربة كانت قد بدأت بالفعل"، بينما نفت قطر بشكل رسمي تلقيها أي إخطار مسبق.
ونشر ترامب لاحقًا بيانًا عبر منصته "تروث سوشيال" أكد فيه أن قرار شن الهجوم كان "قرارًا إسرائيليًا خالصًا"، في إشارة إلى محاولته النأي بنفسه عن التصعيد. واعتبرت CNN أن هذه التصريحات تعكس إحباط ترامب المتزايد من أسلوب نتنياهو، خاصة أن العملية جاءت في وقت يحاول فيه الرئيس الأمريكي إنقاذ مسار المفاوضات بشأن غزة، والحفاظ على توازن دبلوماسي مع دول الخليج وعلى رأسها قطر.
وأشار التقرير إلى أن البيت الأبيض صاغ رد فعله بعناية شديدة لتفادي حدوث قطيعة علنية مع إسرائيل، مع إبقاء مسافة واضحة بين واشنطن وقرار نتنياهو، في خطوة تعكس حساسية الموقف وتأثيراته المحتملة على تحالفات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بل وحتى على مستقبل ترامب السياسي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة.