مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

جنوب السودان تحث أطراف الصراع السوداني على التفاوض والسعي للسلام

نشر
الأمصار

شدد مستشار الرئيس سلفاكير للشؤون الأمنية بجنوب السودان، توت قاتلواك، على ضرورة أن تلجأ جميع أطراف الصراع في السودان إلى الحوار والتفاوض، مؤكداً أن الحلول لن تتحقق عبر البندقية، وأن الطريق الأمثل لتحقيق الاستقرار والسلام هو الانخراط في مفاوضات جادة وشاملة.

جاء ذلك خلال اجتماع قاتلواك مع رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في مدينة بورتسودان، حيث تم تبادل وجهات النظر حول الأوضاع الأمنية والسياسية في السودان، وكذلك سبل تعزيز التعاون بين البلدين. وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا” أن الزيارة تأتي ضمن جهود دبلوماسية لتخفيف التوترات بعد نشر قوات جنوب سودانية في حقل هجليج النفطي الاستراتيجي المتنازع عليه.

وأمس الأحد، استقبل الفريق أول البرهان وفداً رفيع المستوى من جنوب السودان برئاسة قاتلواك، حيث سلم رسالة خطية من الرئيس سلفاكير، تعكس حرص جوبا على دعم الاستقرار في السودان وتهيئة بيئة مواتية للحوار الوطني. ووصف وكيل وزارة الخارجية السودانية، معاوية عثمان خالد، المحادثات بأنها ركزت على “العلاقات الأخوية” بين البلدين، مع اهتمام خاص بقطاعات الطاقة والنفط والتجارة والتعاون الاقتصادي، مشيراً إلى أن الزيارة تمثل إحدى أهم الزيارات في هذا التوقيت الحساس.

وأكد عثمان أن البرهان وجه الأجهزة المختصة لعقد اجتماعات منتظمة مع الجانب الجنوب سوداني لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك حماية المنشآت النفطية والتعاون في مجالات الطاقة والتجارة. من جانبه، قال وزير خارجية جنوب السودان، مندي سيمايا كومبا، إن المناقشات كانت “مثمرة وشفافة وواعدة للغاية”، مشيراً إلى استمرار الاجتماعات الفنية لمعالجة القضايا المشتركة، خصوصاً المتعلقة بقطاع النفط والتجارة، واتفق الجانبان على مواصلة الانخراط في لقاءات ثنائية وفنية لمعالجة هذه القضايا.

وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية بعد اتفاق أمني ثلاثي يقضي بدخول قوات جنوب سودانية إلى حقل هجليج النفطي في ولاية غرب كردفان، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على الحقل الذي يعالج نحو 80 ألفاً إلى 100 ألف برميل نفط يومياً للتصدير عبر خطوط الأنابيب إلى بورتسودان. ووفق الاتفاق، سيتم انسحاب قوات الدعم السريع والجيش السوداني من الحقل، مع تمكين قوات جنوب السودان من حماية المنشآت النفطية ومنع أي تخريب محتمل.

ويعد حقل هجليج النفطي من البنى التحتية الحيوية في السودان، إذ يضم الآبار ومحطة المعالجة الرئيسية على خط أنابيب يمتد 1,600 كيلومتر لنقل النفط الخام من حقل الوحدة في جنوب السودان إلى بورتسودان. ويشكل فقدان السيطرة على الحقل ضربة مالية كبيرة للحكومة السودانية، التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط لدعم الاقتصاد والخزينة العامة.

وتعكس هذه التحركات الدبلوماسية جهود المجتمع الإقليمي والدولي لدفع أطراف النزاع نحو الحوار والتهدئة، وتؤكد الدور الحيوي لجنوب السودان في الوساطة لضمان استقرار السودان وحماية مصالح شعبي البلدين في قطاع النفط والتجارة والأمن الإقليمي.