مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

خبراء الناتو يحذرون من ضعف الحوكمة كعامل رئيسي في انتشار الإرهاب

نشر
الأمصار

حذر خبراء حلف شمال الأطلسي (الناتو) من العلاقة الوثيقة بين ضعف الحوكمة وانتشار الإرهاب، خلال مائدة مستديرة عقدت اليوم الثلاثاء بمقر الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة خبراء من الناتو ومنظمات دولية وأجهزة إنفاذ القانون ومراكز فكر ومنظمات مجتمع مدني، وبدعم من الحكومة السويدية.

وأشار المشاركون إلى أن المفهوم الاستراتيجي للناتو لعام 2022 يوضح بجلاء الصلة المباشرة بين الإرهاب وضعف الحوكمة، حيث تستغل الشبكات الإرهابية النزاعات وهشاشة مؤسسات الدول لتجنيد الأفراد وتوسيع نفوذها وفرض سيطرتها على مناطق معينة. وأكد الخبراء أن تعزيز الحوكمة الرشيدة ومكافحة الإرهاب بأنواعه المختلفة يمثلان التزامًا أساسيًا لجميع حلفاء الناتو وشركائه.

وأوضح كريستوف لوم، رئيس قسم التنفيذ في مديرية التعاون الدفاعي والأمني ضمن إدارة العمليات في الناتو، أن الحلف يعمل على تطوير قدرات مشتركة تجمع بين بناء النزاهة ومكافحة الإرهاب، مشددًا على أن هذه الاستراتيجية تخدم مصالح حلفاء الناتو وشركائه، وتعمل على تعزيز التنسيق بين تطبيق سياسات الحوكمة ومكافحة الإرهاب بشكل متكامل.

وتناولت ثلاث جلسات نقاشية خلال المائدة المستديرة العلاقة بين ضعف الحوكمة والإرهاب العابر للحدود، مع التركيز على مكافحة تمويل الإرهاب وإدارة أمن الحدود، إضافة إلى أهمية توسيع التعاون مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، واستكشاف دور التقنيات الحديثة والناشئة في تعزيز سياسات النزاهة والأمن.

من جانبه، قال غابرييلي كاسكوني، رئيس قسم مكافحة الإرهاب في إدارة العمليات بالناتو، إن الخبراء أكدوا أن الشبكات الإرهابية تعتمد على الفساد وضعف مؤسسات الحكم للحصول على تمويل غير مشروع، وتقويض شرعية أجهزة الأمن وإدارة الأزمات، فضلاً عن تهريب الأسلحة والذخائر لتنفيذ هجمات ضد المدنيين وقوات الأمن. وشدد كاسكوني على ضرورة تجاوز العمل المنعزل بين القطاعات المختلفة عند معالجة التحديات المشتركة بين بناء النزاهة ومكافحة الإرهاب.

وأكدت مداخلات الخبراء على أن الناتو سيبدأ في إعداد مقترحات لبرامج تدريبية عملية تستند إلى توصيات سياساتية، بهدف تعزيز قدرات الدول الأعضاء والشريكة في الحلف على مواجهة الإرهاب العابر للحدود، وفي الوقت نفسه تطوير مؤسسات الأمن والدفاع لضمان استدامة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وتعتبر هذه المبادرة جزءًا من جهود الناتو المستمرة لتعزيز التكامل بين سياسات بناء النزاهة ومكافحة الإرهاب، بما يسهم في حماية المدنيين، وضمان قدرة الدول على مواجهة تهديدات متصاعدة ومتنوعة في سياق عالمي معقد يشهد تصاعدًا في الهجمات الإرهابية واستغلال الفساد وهشاشة مؤسسات الدولة.