السودان يعلن دفن مئات ضحايا الانهيار الأرضي في دارفور

أعلنت السلطات السودانية، اليوم الخميس، أنها تمكنت من انتشال ودفن المئات من ضحايا الانهيار الأرضي الكارثي الذي ضرب منطقة جبل مرة بإقليم دارفور غربي البلاد في 31 أغسطس/آب، وسط مخاوف من أن تكون حصيلة القتلى أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه رسميًا حتى الآن.
وقال مجيب الرحمن الزبير، رئيس السلطة المدنية في الأراضي المحررة بدارفور، في مقطع مصور بثته وكالة "أسوشيتد برس"، إن فرق الإنقاذ وبمساعدة متطوعين وعمال إغاثة محليين تمكنت من انتشال 375 جثة حتى الآن، فيما لا تزال عشرات الجثث مطمورة تحت الأنقاض. وأضاف الزبير: "فليرحم الله ضحايا هذه الحادثة المدمرة"، أثناء مشاركته مع الأهالي في أداء صلاة الجنازة على الضحايا بموقع الكارثة.
وبحسب الزبير، فإن فرق الإنقاذ تواجه تحديات كبيرة نتيجة نقص المعدات والإمكانات، حيث تُنفذ عمليات البحث باستخدام وسائل بدائية، الأمر الذي يبطئ جهود العثور على ناجين محتملين أو استكمال انتشال بقية الجثث.
وتشير تقديرات محمد عبد الرحمن النير، المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان، إلى أن الانهيار الأرضي الذي وقع بعد أيام من هطول أمطار غزيرة على منطقة ترسين بجبل مرة قد يكون أودى بحياة ما يصل إلى 1000 شخص، وهو ما يتفق مع تقديرات أولية صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الذي أكد صعوبة التحقق من الأعداد بسبب عزل المنطقة وصعوبة الوصول إليها.

وأفادت الأمم المتحدة بأنها حشدت جهودًا لدعم المتضررين، حيث تقع المنطقة المنكوبة على بعد أكثر من 900 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم، وهو ما يزيد من صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية في وقت سريع.
وفي بيان رسمي صدر الخميس، أكد المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان أن الانهيار الأرضي تسبب في "وضع إنساني كارثي"، داعيًا المجتمع الدولي إلى سرعة التدخل لتأمين الغذاء والمأوى والعلاج للآلاف ممن فقدوا منازلهم ومصادر عيشهم.
ويرى مراقبون أن هذه الكارثة الطبيعية تضيف عبئًا جديدًا على إقليم دارفور، الذي يعاني أصلًا من آثار الحرب الأهلية المستمرة في السودان، والتي أضعفت قدرة الدولة على الاستجابة للأزمات.
كما يُخشى أن يؤدي بطء التدخل الدولي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية وازدياد معدلات النزوح في منطقة هشة تعاني أصلًا من انعدام الأمن الغذائي ونقص الخدمات الأساسية.