«فون دير لاين» تُؤكّد استمرار دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا بعد انتهاء الحرب

في ظل الأزمة المُستمرة بأوكرانيا، تُؤكّد رئيسة المفوضية الأوروبية، «أورسولا فون دير لاين»، أن دعم الاتحاد الأوروبي لن يتوقف مع انتهاء الأعمال القتالية، بل سيستمر ليضمن استقرار وتعافي البلاد على المدى الطويل.
كما أكدت أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي سيُواصل تخصيص أموال من ميزانيته لدعم أوكرانيا حتى بعد انتهاء النزاع، حسبما أفادت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، اليوم الإثنين.
دعم أوروبي مُستمر
وقالت فون دير لاين في مقابلة مع الصحيفة البريطانية: "يجب أن تُخصَّص دفعات مالية إضافية للقوات المسلحة الأوكرانية، وعلى وجه الخصوص، سيواصل الاتحاد الأوروبي تمويل برنامج تدريب القوات الأوكرانية".
وأضافت: "لدى الاتحاد الأوروبي خارطة طريق واضحة لنشر قوات أوروبية على الأراضي الأوكرانية بعد التوصل إلى تسوية للنزاع"، زاعمة أن هذه الخطة "جرى الاتفاق عليها مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
واختتمت رئيسة المفوضية الأوروبية بالقول: "الرئيس ترامب طمأننا بأن وجودا أمريكيا سيكون هناك كجزء من الدعم".
مباحثات البيت الأبيض
يُذكر أن الرئيس ترامب استضاف فلاديمير زيلينسكي وقادة الدول الأوروبية في 18 أغسطس الجاري في البيت الأبيض، وخلال المباحثات، شدّد ترامب على أن الضمانات الأمنية التي قد تُمنح لأوكرانيا لن تكون مطابقة لتلك التي يوفرها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لن يسمح بوجود قوات أمريكية على الأراضي الأوكرانية طوال فترة رئاسته.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" أن الضمانات الأمنية للولايات المتحدة وأوروبا لنظام كييف ستعتمد على عمل "تحالف الراغبين" الذي قد يشمل قوات متعددة الجنسيات.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن أي سيناريو لنشر قوات دول حلف "الناتو" في أوكرانيا غير مقبول لدى موسكو قطعا وهو محفوف بخطر تصعيد حاد. وكانت قد وصفت الوزارة سابقا التصريحات حول إمكانية نشر قوات من دول الحلف في أوكرانيا، والتي ترد من بريطانيا ودول أوروبية أخرى، بالتحريض على استمرار الأعمال القتالية.
أوكرانيا بين النار والحل.. و«ترامب» يُعيد خلط الأوراق
بين محاولات التهدئة المُستمرة في «أوكرانيا» والتصعيد العسكري على الأرض، جاءت تحركات الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الأخيرة لتقلب موازين المشهد وتُعيد خلط الأوراق. فعلى الرغم من عدم إدلائه بتصريحات مباشرة، فإن إشاراته السياسية واختياراته في الملف الأوكراني عكست تحوّلاً لافتًا في المقاربة الأمريكية، ما أثار تساؤلات حول مستقبل التسوية ومدى التزام واشنطن بخط الوساطات التقليدية. وبين نار الحرب واستحقاقات السلام، تتحرك الأزمة في مسار غير مألوف تقوده واشنطن بنَفَس مختلف.
أوروبا بين دعم وتراجع
وفي هذا الصدد، أفاد تقرير لموقع «أكسيوس» الأمريكي، بأن مسؤولين كبارًا في البيت الأبيض يعتقدون أن عددًا من الزعماء الأوروبيين يُظهرون دعمًا علنيًا لجهود الرئيس «ترامب» لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بينما يعملون بهدوء على إبطاء التقدم الذي تحقق خلف الكواليس منذ قمة ألاسكا.
وبعد أسبوعين من القمة التي جمعت «ترامب وبوتين»، لم يُحرز تقدم يُذكر نحو إنهاء الحرب، إذ يُؤكّد مساعدو ترامب المُحبطون أن «اللوم يجب أن يقع على عاتق الحلفاء الأوروبيين، وليس على ترامب أو حتى الرئيس الروسي بوتين».
وبينما طلب البيت الأبيض من وزارة الخزانة الأمريكية إعداد قائمة بالعقوبات التي من المُحتمل أن تفرضها أوروبا على روسيا، بدأ مسؤولو إدارة ترامب يفقدون صبرهم على الزعماء الأوروبيين، الذين يرون أنهم يضغطون على أوكرانيا للمطالبة بتنازلات إقليمية غير واقعية من روسيا.
وبحسب التقرير، فإن العقوبات التي تحث الولايات المتحدة أوروبا على تبنيها ضد روسيا تشمل وقفًا كاملًا لجميع مشتريات النفط والغاز، إضافة إلى التعريفات الجمركية الثانوية من الاتحاد الأوروبي على الهند والصين، على غرار تلك التي فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على الهند.
زيلينسكي تحت ضغوط أوروبية
ووفقًا للتقرير، يُقال إن الأوروبيين يضغطون على «زيلينسكي» من أجل التمسك بـ«صفقة أفضل»، وهو نهج متطرف أدى إلى تفاقم الحرب، كما يزعم المقربون من ترامب.
وينقل «أكسيوس» عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله: «لا يحق للأوروبيين إطالة أمد هذه الحرب والترويج لتوقعات غير منطقية، بينما يتوقعون من أمريكا تحمل التكلفة»، مُضيفًا: «إذا أرادت أوروبا تصعيد هذه الحرب، فسيكون ذلك من مسؤوليتها، لكنهم سينتزعون الهزيمة من بين فكي النصر بلا أمل».
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن البريطانيين والفرنسيين أكثر إيجابية، لكنهم يشتكون من أن دولًا أوروبية كبرى أخرى تُريد أن تتحمل الولايات المتحدة التكلفة الكاملة للحرب، دون أن تُخاطر هي بنفسها.
وصرّح المسؤول الأمريكي الكبير: «التوصل إلى اتفاق هو فنّ الممكن، لكن بعض الأوروبيين لا يزالون يتصرفون كما لو كانوا في عالمٍ خيالي يتجاهلون حقيقة أن رقصة التانجو تتطلب شخصين».
«ترامب» يزداد إحباطًا بسبب فشل محاولاته الدبلوماسية ويدعو أوكرانيا لقبول الواقع
من ناحية أخرى، يُواجه الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، تصاعدًا في إحباطه مع استمرار فشل جهوده الدبلوماسية لحل «الأزمة الأوكرانية»، دفعه إلى الإيحاء بأن «كييف» قد تحتاج إلى التعامل مع خسائر إقليمية كجزء من أي تسوية مُحتملة.