وكالة الطاقة الذرية: وصول فريق مفتشين إلى موقع نووي في إيران

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل جروسي، اليوم الأربعاء، أن فريقًا من مفتشي الوكالة وصل إلى أحد المواقع النووية الإيرانية لبدء أعمال المراقبة والتفتيش.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الجدل والضغوط الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث تتهم واشنطن وعواصم أوروبية طهران بمراكمة كميات من اليورانيوم المخصب تتجاوز ما نصت عليه الاتفاقيات السابقة.
وأوضح جروسي أن مهمة المفتشين تتركز على التحقق من طبيعة الأنشطة النووية، ومراقبة مستويات التخصيب، وضمان عدم تخطي العتبة الحساسة ذات الاستخدام العسكري، إلى جانب تعزيز الشفافية وبناء الثقة مع المجتمع الدولي.
الترويكا الأوروبية تهدد بفرض عقوبات على طهران.. تفاصيل
ألمح مراقبون إلى إمكانية أن تعيد ألمانيا وفرنسا وبريطانيا فرض العقوبات الأممية على إيران اعتبارا من غد الخميس، إذا لم تحاول طهران حل النزاع حول برنامجها النووي، رغم عودة خبراء نوويين دوليين إلى إيران.
وعلمت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) اليوم الأربعاء أن الدول الأوروبية الثلاث – المعروفة مجتمعة باسم الترويكا الأوروبية (إي 3) – قد تفعل ما يُسمى بآلية كبح الزناد (سناب باك) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك.
وتسمح هذه الآلية بتفعيل العقوبات القديمة للأمم المتحدة، مثل حظر الأسلحة والإجراءات العقابية ضد الأفراد والمنظمات الإيرانية.
وفي وقت سابق، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل جروسي، إن مفتشي الطاقة النووية الدوليين عادوا إلى إيران بعد غياب دام أكثر من سبعة أسابيع.
وأفادت معلومات حصلت عليها وكالة (د ب أ) بأنه قد تم إرسال فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في البداية إلى محطة بوشهر للطاقة النووية، التي لم تكن هدفا للهجمات الإسرائيلية، بدلا من المنشآت المتضررة لتخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو.
ويعود النزاع الدبلوماسي الحالي والهجمات التي وقعت في يونيو الماضي إلى مخاوف طويلة الأمد من إنتاج إيران مواد لصناعة القنابل النووية في نطنز وفوردو، وهو ادعاء تنفيه طهران بشدة.
وأعرب جروسي بحذر عن ترحيبه بإرسال فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران، في تصريحات أدلى بها لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وأضاف "نقوم بالخطوات الأولية، وهذه خطوات بناءة."
ومع ذلك، يبدو أن هذه الخطوات فشلت في إرضاء الترويكا الأوروبية (إي 3)، بعد أن اختتام المفاوضات النووية في جنيف بين ممثلي حكومات طهران وبرلين ولندن وباريس أمس الثلاثاء دون تحقيق انفراجة.
وفي ظل استمرار الضربات الإسرائيلية المُتكررة داخل الأراضي السورية، صعّدت «إيران» لهجتها في المحافل الدولية، مُطالبة «مجلس الأمن الدولي» بوضع حد لما تعتبره «انتهاكات متكررة للسيادة السورية». هذا التحرك الإيراني يعكس تصاعد التوتر الإقليمي، ومحاولة طهران تحميل المجتمع الدولي مسؤولية ما تراه صمتًا مُشجعًا لتل أبيب.