مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

أمطار ليبيا الغزيرة تستنفر الحكومتين وتُفعّل خطط الطوارئ

نشر
الأمصار

تشهد ليبيا هذه الأيام موجة قوية من التقلبات الجوية المصحوبة بأمطار غزيرة امتدت من شرق البلاد إلى غربها، في مشهد أعاد إلى الأذهان كارثة سيول مدينة درنة قبل عامين. 

ومع ارتفاع المخاوف من تكرار المأساة، أعلنت الجهات الرسمية في مختلف أنحاء ليبيا حالة الاستنفار القصوى، وسط جهود مكثفة من الحكومتين المتنافستين في طرابلس وبنغازي، والمؤسسات الأمنية والخدمية والبلديات، لمنع وقوع أي أضرار واسعة أو انهيارات في السدود.

وفي شرق ليبيا، أكدت هيئة أمن المرافق والمنشآت التابعة لحكومة أسامة حماد في بنغازي أنها بدأت تنفيذ خطة طارئة بناءً على تكليف مباشر من رئيس الحكومة. 

وشملت الخطة تأمين السدود المائية بشكل كامل، أبرزها سد وادي قطارة وسد وادي جازة، وذلك بهدف حماية المنشآت الحيوية ومنع أي تهديد لبنية المياه التحتية.

وتفقّد رئيس الهيئة، اللواء أكرم المسماري، مواقع السدود برفقة مسؤوليها الفنيين، مؤكداً أن المناسيب المائية ما تزال ضمن المعدلات الطبيعية، وأن عمليات المتابعة مستمرة على مدار الساعة.

وفي السياق ذاته، أعلن صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، التابع لقيادة «الجيش الوطني» الليبي، أن فرق الطوارئ باشرت عملها فور هطول كميات كبيرة من الأمطار. وشملت الإجراءات نشر المعدات الثقيلة والشاحنات، وفتح مجاري التصريف، ومعالجة الاختناقات التي ظهرت في الطرق الرئيسية والفرعية لضمان انسيابية الحركة وحماية المدنيين.

وتسببت الأمطار في تجمع كميات كبيرة من المياه بعدة مناطق، مما دفع البلديات لاتخاذ إجراءات عاجلة. فقد قررت بلدية مصراتة منح عطلة في جميع المؤسسات التعليمية داخل نطاقها يوم الأحد، بما في ذلك مدارس التعليم العام والتعليم الفني والتقني، باستثناء الكليات التي تُجري امتحانات نهائية. ودعت البلدية المدنيين إلى توخي الحذر والتعاون مع الفرق المختصة لتجاوز الظروف المناخية الصعبة.

وفي عدد من بلديات شرق ليبيا، شملت البيضاء والمرج والمليطانية وأجدابيا وسلوق، أعلنت مكاتب مراقبة التربية والتعليم تعطيل الدراسة للأسباب نفسها.

 كما اضطرت السلطات المحلية في بنغازي لإجلاء 27 عائلة من منطقة «الكيش القديم» نتيجة ارتفاع منسوب المياه، بينما أكدت المصادر الأمنية عدم تسجيل أي خسائر بشرية.

وفي غرب ليبيا، قالت حكومة الوحدة المؤقتة في طرابلس إن وكيل وزارة الموارد المائية عبد السلام نصر تفقد عدداً من المنشآت المائية والأودية المحيطة بالعاصمة لضمان جاهزيتها واستيعابها لكميات السيول المتوقعة. وتواصل فرق شركة المياه والصرف الصحي أعمال شفط المياه وفتح المصارف في مدن عديدة، من بينها مصراتة وترهونة والزاوية، بالإضافة إلى عدة أحياء داخل طرابلس.

كما أعلن مركز طب الطوارئ والدعم رفع جاهزيته الميدانية عبر تجهيز سيارات الإسعاف والفرق الطبية بالمعدات اللازمة، ونشر نقاط ثابتة ومتحركة لضمان الاستجابة السريعة لأي طارئ قد ينتج عن سوء الأحوال الجوية.

وتبقى حالة التأهب مستمرة في عموم ليبيا، مع ترقب رسمي وشعبي لما قد تحمله الساعات المقبلة من تطورات مناخية، وسط آمال بتجنب تكرار السيناريوهات المأساوية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة.