معاهدة سلام تاريخية بين أرمينيا وأذربيجان برعاية أمريكية.. ترامب يصفها بـ"يوم تاريخي"

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيع معاهدة السلام بين أرمينيا وأذربيجان بأنه "يوم تاريخي" ليس فقط للبلدين الواقعين في منطقة القوقاز، بل للولايات المتحدة والعالم بأسره.
معاهدة السلام بين أرمينيا وأذربيجان

وتأتي هذه المعاهدة برعاية أمريكية رسمية بعد عقود من النزاع والتوتر بين البلدين، لتضع نهاية لحربين داميتين شهدتهما المنطقة حول السيطرة على إقليم كاراباخ.
تهدف معاهدة السلام إلى وضع حد للصراعات المسلحة التي استمرت لفترات طويلة بين أرمينيا وأذربيجان، اللتين تتنازعان على إقليم كاراباخ، الذي تعتبره باكو جزءًا من أراضيها، بينما تؤكد يريفان على حقها في الإقليم نظرًا لأن غالبية سكانه من الأرمن.
في تصريحاته، أكد ترامب، المعروف بلقب "رجل الصفقات"، على أن المعاهدة لن تقتصر على الجوانب السياسية فقط، بل ستحقق فوائد اقتصادية للولايات المتحدة عبر اتفاقات ثنائية مع كلا البلدين. وأشار إلى أن هذه الاتفاقات ستفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي في منطقة القوقاز الجنوبي، من خلال خلق فرص استثمارية مشتركة وتعزيز التكامل الإقليمي.

كما أعلن عن خطة لتطوير ممر يمتد أكثر من 40 كيلومترًا عبر أراضي أرمينيا، يهدف إلى دعم السلام والازدهار الاقتصادي في المنطقة، مما يعزز فرص الربط بين البلدين ويحفز التنمية المشتركة.
ويرى مراقبون أن دور ترامب في التوسط لهذا الاتفاق يمثل إضافة مهمة لمسيرته السياسية، خاصة في ظل سعيه الحثيث لنيل جائزة نوبل للسلام.
إذ يأتي هذا الإنجاز بعد نجاحه في منع اندلاع حرب شاملة بين الهند وباكستان، وجهوده المستمرة للتوصل إلى تسوية للحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب محاولاته لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
خلفية عن النزاع والحروب في إقليم كاراباخ

يرجع النزاع بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم كاراباخ إلى عدة عقود، حيث اندلعت الحرب الأولى في تسعينات القرن الماضي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وحققت أرمينيا النصر فيها، مما جعلها تسيطر على الإقليم ومناطق مجاورة له.
لكن الحرب الثانية اندلعت قبل خمس سنوات، حيث استعادة أذربيجان السيطرة على أجزاء واسعة من الإقليم، قبل أن تشن هجومًا خاطفًا في سبتمبر 2023 استمر 24 ساعة فقط، تمكنت خلاله من السيطرة على كامل أراضي كاراباخ، مما أدى إلى تهجير أكثر من 100 ألف أرمني من الإقليم.
هذه الحروب خلفت وراءها آثارًا إنسانية جسيمة، بما في ذلك نزوح مئات الآلاف من السكان وتأجيج التوترات العرقية والسياسية بين الجانبين، وهو ما دفع المجتمع الدولي للضغط من أجل التوصل إلى تسوية سلمية تحفظ استقرار المنطقة.
تعد معاهدة السلام التاريخية اليوم، التي ترعاها الولايات المتحدة، محاولة جادة لكسر دائرة العنف المتكررة وإعادة بناء جسور التعاون بين البلدين، في أمل أن تؤسس لحقبة جديدة من الاستقرار والتنمية في منطقة القوقاز.