تستغرق نحو 5 أشهر.. تفاصيل خطة نتنياهو الكاملة للسيطرة على غزة

بعد أن أُنهكت غزة تحت القصف والنزوح على مدار عامين تقريبا، يسأل أهلها: ما الذي تبقى في المدينة لتحتله إسرائيل؟
وصباح الجمعة، أعلنت إسرائيل أنها تخطط للسيطرة على مدينة غزة في تصعيد جديد لحربها المستمرة منذ 22 شهرا مع حماس.
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) صادق على خطة عسكرية تهدف إلى السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وتشمل الخطة إعادة احتلال غزة بشكل مرحلي، مع نقل سكان مدينة غزة نحو الجنوب، بحسب ما أكدته تقارير إسرائيلية.
الخطة قيد الدراسة قد تستغرق ما يصل إلى خمسة أشهر، سيتم خلالها إجبار نحو مليون فلسطيني في مدينة غزة ومناطق أخرى على الانتقال مرة أخرى إلى مناطق الإجلاء في جنوب القطاع، وفقًا لمسؤول إسرائيلي مطّلع على الاقتراح لشبكة سي إن إن الأمريكية.
وستقوم القوات الإسرائيلية بإنشاء مجمعات لاستيعاب هذا العدد الكبير من الفلسطينيين المهجرين.
وكجزء من الخطة، ستقوم إسرائيل والولايات المتحدة بزيادة عدد مواقع توزيع المساعدات التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" المثيرة للجدل، من أربعة مواقع حالية إلى 16 موقعًا، بحسب المصدر ذاته لشبكة سي إن إن الأمريكية.
تعبئة عسكرية واسعة: 6 فرق تتأهب
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش يستعد لتنفيذ الخطة بتعبئة تصل إلى 6 فرق عسكرية للسيطرة على كامل أراضي القطاع. ونقل موقع 'أكسيوس' الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي، أن الخطة تتضمن أيضاً فرض حصار شامل على مقاتلي حركة حماس في غزة.
التصعيد يثير القلق: خطر على المدنيين والأسرى
هذا التحرك يمثل تصعيداً إضافياً في الحرب المستمرة منذ 22 شهراً، والتي بدأت بعد هجوم حماس على مستوطنات إسرائيلية في 7 أكتوبر.
وتُثار مخاوف دولية من أن توسيع العمليات العسكرية سيعرض حياة عدد لا يُحصى من الفلسطينيين للخطر، إلى جانب نحو 20 أسيراً إسرائيلياً ما زالوا محتجزين لدى حماس.

حماس: تصريحات نتنياهو "انقلاب" على التهدئة
في المقابل، اعتبرت حركة حماس في بيان رسمي، أن تصريحات نتنياهو تمثل 'انقلاباً' على مسار المفاوضات الهادفة لوقف إطلاق النار.
واتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بالسعي إلى التخلص من ملف الأسرى وخدمة مصالحه السياسية على حساب أرواح المدنيين.
وأسفرت الحرب الجوية والبرية الإسرائيلية منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن مقتل أكثر من 61 ألف فلسطيني. ونزوح معظم السكان، وتدمير مساحات شاسعة. كما دفعت القطاع نحو المجاعة.
ويؤكد فلسطينيون ومنظمات دولية أن أي عملية برية كبرى أخرى ستؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع الفلسطيني.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد حدد في وقت سابق خططا أكثر شمولا في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، قائلا إن إسرائيل تخطط للسيطرة على غزة بأكملها.
وبالفعل تسيطر إسرائيل على حوالي ثلاثة أرباع القطاع المدمر.
ماذا تريد إسرائيل؟
ولكن القرار النهائي، الذي جاء بعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي طوال الليل، توقف عند هذا الحد، وربما يهدف جزئيا إلى الضغط على حماس لقبول وقف إطلاق النار وفقا لشروط إسرائيل. بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وجاء القرار رغم تحفظات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي رأى- بحسب تقارير- أن احتلال غزة سيعرّض للخطر ما تبقى من رهائن أحياء لدى حماس، وعددهم نحو 20، وسيُزيد من الضغط على الجيش بعد قرابة عامين من الحروب الإقليمية.
وقال مكتب نتنياهو في بيان عقب الاجتماع: "سيستعد الجيش للسيطرة على مدينة غزة مع تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين خارج مناطق القتال".
"لم يبقَ شيء للاحتلال"
وتُعد غزة المدينة واحدة من المناطق القليلة في القطاع التي لم تُحول إلى منطقة عازلة إسرائيلية أو وُضعت تحت أوامر إخلاء.
وفي هذا السياق، لفتت أسوشيتد برس، إلى أن أي عملية برية كبيرة هناك قد تؤدي إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص، وتعيق جهود إيصال الغذاء إلى القطاع المنهك.
ليس من الواضح عدد سكان المدينة، التي كانت أكبر مدن القطاع قبل الحرب.
وفرّ مئات الآلاف من مدينة غزة بموجب أوامر إخلاء في الأسابيع الأولى من الحرب، لكن الكثيرين عادوا خلال وقف إطلاق النار في بداية هذا العام.
وكان الفلسطينيون يتوقعون بالفعل المزيد من المعاناة قبل القرار، وقد قُتل ما لا يقل عن 42 شخصا في غارات جوية وإطلاق نار إسرائيلي يوم الخميس، وفقا للمستشفيات المحلية.
وقالت ميساء الحيلة، التي تعيش في مخيم للنازحين لوكالة أسوشيتد برس: "لم يتبقَّ شيء للاحتلال. لم يبق غزة".