غزة ليست وحدها.. مساعدات عربية ودعم مالي

تواصل الدول العربية الاستجابة الإنسانية تجاه قطاع غزة، سعيا لتخفيف وطأة الأوضاع الكارثية هناك.
منذ أكتوبر 2023، يعيش قطاع غزة تحت حصار خانق تسبب في أزمة إنسانية حادة، وسط شح في الغذاء والماء والوقود والدواء، وارتفاع مقلق في حالات سوء التغذية والوفيات، خصوصًا بين الأطفال.
وفي مايو عام 2024، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن سيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بينما أشارت هيئة المعابر في غزة إلى تعليق حركة المسافرين وإيقاف دخول المساعدات بشكل كامل إلى القطاع، وأُغلقَ معبرُ رفح الحدودي من الجانب الفلسطيني نتيجة وجود الدبابات الإسرائيلية وتمركز تلك القوات وبالتالي أصبح هذا هو المانع الوحيد لإدخال المساعدات إلى القطاع.
وفي هذا السياق، برزت جهود الدول العربية مركزية في تيسير دخول الشاحنات الإنسانية رغم الضغوط والعراقيل المتكررة.

المساعدات المصرية:
مازالت القاهرة مستمرة في بذل جهود التواصل مع الشركاء في دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، لوقف الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وبخصوص المساعدات، فقد أكدت الخارجية المصرية أن القاهرة قدمت أكثر من 70% من المساعدات التي دخلت إلى القطاع، منذ أكتوبر 2023، مع التأكيد أن أكثر من 5 آلاف شاحنة تتوقف الآن على الأرضي المصرية، محملة بأنواع متنوعة من المساعدات الغذائية والإنسانية، وجاهزة لدخول القطاع، لولا أن تمركز القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح يمنع دخولها، وهذا ما أشار إليه السيد الرئيس السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس فيتنام "لوونج كوونج" اليوم الثلاثاء.
ومن المعروف أن دور مصر فعال تجاه القضية الفلسطينية وقطاع غزة، وقد فندت القاهرة المزاعم التي وصفت بـ"الإفلاس" حول تقليل الدور المصري في إنهاء الحرب في غزة وإدخال المساعدات للقطاع، حيث أكدت خلال نقاط أن معبر رفح البري من الجانب المصري لم يتم إغلاقه مطلقا لا قبل الحرب أو خلالها، مع العلم أن القطاع يربطه بالعالم الخارجي 5 معابر ضمنها معبر رفح البري الذي تم تدميره 4 مرات خلال الحرب الدائرة الآن.
كما تسعى مصر من خلال ضغطها الدبلوماسي والإقليمي، لتعزيز تقليص العوائق أمام إدخال المواد الأساسية، خاصة بعد التوصل إلى التهدئة الجزئية التي سمحت بدخول القوافل والصهاريج. ويبدو أن استمرار ضغط القاهرة والمجتمع الدولي هو المفتاح لضمان تأمين الغذاء والدواء والوقود في الأشهر القادمة، وتفادي انزلاق غزة إلى كارثة إنسانية لا رجعة عنها.
المساعدات الإماراتية:
أرسلت دولة الإمارات مساعدات طبية وإغاثية إلى القطاع عبر كل السبل المتاحة برًّا وبحرًا وجوًّا.

كما قدمت دولة الإمارات دعما ماليا تجاوز 1.5 مليار دولار أمريكي، واستقبلت مئات من الجرحى والمصابين والمرضى لتلقي الرعاية العلاجية في مستشفياتها.
وتُبرز هذه الجهود التزام دولة الإمارات بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في أوقات الحاجة، وستواصل تقديم هذا الدعم لمن هم في أمسّ الحاجة إليه.
وتصدرت دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر دعمًا لغزة وفقًا لخدمة التتبع المالي التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، ونستعرض حجم المساعدات الإماراتية للأشقاء في غزة.
الدعم الطبي المتكامل
استقبلت مبادرات العلاج في مستشفيات دولة الإمارات 2630 مريضًا ومرافقا من غزة تم إجلاؤهم إلى دولة الإمارات عبر 25 رحلة إجلاء، من بينهم مرضى سرطان.
وفي مستشفى الإمارات الميداني والمستشفى العائم قبالة العريش المصرية، تم استقبال 72280 حالة، إضافة إلى حملة تطعيم ضد شلل الأطفال بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي، خصصت لتطعيم أطفال غزة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والأونروا.
الممرات الإنسانية وقوافل الإغاثة
أرسلت دولة الإمارات إلى قطاع غزة 5575 شاحنة محملة بمواد إغاثة متنوعة، كما تم إسقاط 3736 طنا من المساعدات جوا عبر 58 عملية إسقاط ضمن عملية "طيور الخير".
وسيّرت دولة الإمارات 17 باخرة إلى غزة، بالإضافة إلى 656 طائرة شاركت في نقل المساعدات الإنسانية، و5518 طنا من المساعدات والإمدادات الغذائية إلى شمالي غزة عن طريق الممر البحري الإنساني عبر قبرص.
دعم الاحتياجات الأساسية
وزعت دولة الإمارات 78122 طنا من الإمدادات الإغاثية الفورية العاجلة في قطاع غزة بالتعاون مع المنظمات الدولية، ودعمت تشغيل 6 محطات تحلية مياه بقدرة 2 مليون غالون يوميا.
كما توفر دولة الإمارات الدعم لـ 30 مخبرا آليا ويدويا، و30 مطبخا مجتمعيا وتكية؛ لتأمين الوجبات اليومية لنحو 100 ألف مستفيد.
المساعدات المغربية:
أعلنت الخارجية المغربية الأربعاء إرسال 180 طنا من المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني وخاصة سكان قطاع غزة الذي يواجه حرب إبادة وتجويع إسرائيلية منذ 22 شهرا.
وذكر بيان الخارجية أن المساعدات التي أمر الملك محمد السادس بارسالها، تتكون من مواد غذائية أساسية، ومن الحليب ومواد موجهة بالخصوص للأطفال، وكذلك أدوية ومعدات جراحية، كما تضم أغطية وخيما مهيأة وتجهيزات أخرى.
وقالت الخارجية المغربية إن المساعدات سترسل عبر مسار خاص سيمكن من إيصالها بشكل سريع ومباشر للمستفيدين الفلسطينيين.
وبوتيرة شبه يومية، تشهد مدن مغربية احتجاجات شعبية داعمة لغزة، منذ بدء إسرائيل حربها المدمرة على القطاع الفلسطيني في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.