وكالات أممية تطالب بدعم العائدين في السودان لمواجهة أعباء الحياة

بعد أكثر من عامَين وثلاثة أشهر على الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي سبّبت أزمة إنسانية غير مسبوقة وبلا حدود، أفادت وكالات عدّة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بأنّ آلاف النازحين واللاجئين يعودون إلى منازلهم في السودان في الوقت الراهن، مع تراجع القتال في أجزاء من البلاد فيما البنى التحتية والخدمات الأساسية مدمّرة.
وأوضحت الوكالات أنّ ثمّة مناطق من السودان صارت آمنة نسبياً، فيما يتواصل النزاع في معظم أنحاء البلاد، مؤكدةً أنّ أكثر من مليون نازح سوداني داخلياً عادوا إلى ديارهم إلى جانب عبور 320 ألفاً آخرين الحدود عائدين إلى السودان منذ العام الماضي، معظمهم من مصر وجنوب السودان. وأشارت إلى أنّ بعضاً من هؤلاء الأخيرين، يعودون فقط لتقييم الوضع الراهن في البلاد قبل اتّخاذ قرار العودة نهائياً.

وطلبت هذه الوكالات، دعماً مالياً دولياً لمساعدة هؤلاء السودانيين على إعادة بناء حياتهم من جديد. وبحسب الأمم المتحدة، يواجه السودان الواقع في شمال شرق أفريقيا أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم. فمنذ اندلاع الصراع في منتصف إبريل/ نيسان 2023، نزح أكثر من 12 مليون شخص، علماً أنّ بعضاً منهم فرّ إلى خارج البلاد.
وبيّن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنّ نحو 1.3 مليون شخص عادوا إلى العاصمة الخرطوم وإلى ولايتَي سنار والجزيرة منذ مارس/ آذار الماضي 2025. وقال ممثل البرنامج في بورتسودان لوكا ريندا إنّ “بحلول نهاية العام (الجاري)، قد يعود أكثر من مليونَي شخص إلى الخرطوم وحدها”. أضاف المسؤول الأممي أنّ “من أجل توفير آفاق مستقبلية لأولئك العائدين، لا بدّ من إزالة آلاف القنابل والذخائر الخطرة من مخلّفات الحرب في العاصمة”. وأشار ريندا إلى “وجوب إصلاح 1700 بئر وتجهيز المضخّات بألواح شمسية كذلك، بالإضافة إلى وجوب إزالة الأنقاض واستعادة الخدمات الصحية وتوفير فرص عمل”.
تجدر الإشارة إلى أنّ المديرَين الإقليميَّين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة زارا الخرطوم أخيراً، وشهدا دماراً واسع النطاق ونقصاً مزمناً في الخدمات المتوفّرة لمن تبقّى من سكانها. ويشمل ذلك آلاف النازحين داخلياً السودانيين، بالإضافة إلى لاجئين وطالبي لجوء مقيمين في السودان، الذين انقطعت عنهم جميعاً المساعدات كلياً منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامَين، بحسب ما جاء في تقرير اليوم الجمعة.
وقد أتت زيارات المسؤلَين الأمميَّين الأخيرة في أعقاب مهمّة سابقة إلى السودان نفّذها المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فبراير/ شباط 2025، بهدف إيجاد حلول طويلة الأمد للنازحين داخلياً واللاجئين من أجل تأمين سبل العيش والخدمات الأساسية.